للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من جملَة الأجناد وَلم تبْق فِيهِ من سمات النِّسَاء شَيْء سوى كَلَامه فَإِن فِيهِ أنوثة فَكتب بإحضاره إِلَى مصر فَكَانَ هَذَا من عجائب صنع الله. وَقد ذكر شَيخنَا عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير فِي تَارِيخه أَنه اجْتمع بِهِ. وَفِيه وقف السُّلْطَان الْملك الصَّالح نَاحيَة سردوس من القليوبية على كسْوَة الْكَعْبَة وَكَانَت تعْمل بدار الطّراز فَيُؤْخَذ حريرها من التُّجَّار بِغَيْر ثمن يرضيهم. وأضيف إِلَيْهَا أَرَاضِي أخر مِمَّا تغل فِي السّنة مبلغ سِتِّينَ ألف دِرْهَم وَاسْتقر نظرها لوكيل بَيت المَال فاستمر ذَلِك فِيمَا بعد. وَفِيه قدم الْأَمِير طيبغا المجدي من دمشق فَلَزِمَ بَيته وَبَقِي على إقطاعه الَّذِي بِدِمَشْق. وَفِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشرى رَمَضَان: وصل مقدم التركمان قراجا بن دلغادر وَهُوَ مُقَيّد فِي زنجير فأقيم بَين يدى السُّلْطَان وعددت ذنُوبه. ثمَّ أخرج إِلَى الْحَبْس فَلم يزل بِهِ إِلَى أَن قدم الْبَرِيد من حلب بِأَن جَبَّار بن مهنا استدعى أَوْلَادًا بن دلغادر فِي طَائِفَة كَبِيرَة من التركمان. لينجدوه على سيف. وَكَانَ سيف قد التجأ إِلَى بني كلاب فَالتقى الْجَمْعَانِ على تعبئة فانكسر التركمان وَقتل مِنْهُم نَحْو سَبْعمِائة رجل وَأخذ مِنْهُم سِتّمائَة إكديش. فَكتب السُّلْطَان من سرياقوس - وَكَانَ بهَا - إِلَى النَّائِب قبلاي بقتل ابْن دلغادر فَأخْرجهُ من السجْن إِلَى تَحت القلعة ووسطه فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشر ذِي الْقعدَة بعد مَا أَقَامَ مسجوناً ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين يَوْمًا. وَفِيه عزل ركن الدّين عَن مشيخة الشُّيُوخ بخانكاه سرياقوس وأعيد. وَأما العربان فَإِن الْأُمَرَاء عقدوا مشورا بَين يَدي السُّلْطَان فِي أَمرهم فتقرر الْحَال على التَّجْرِيد إِلَيْهِم فرسم للأمير سيف الدّين بزلار الْعمريّ أَن يتَوَجَّه إِلَى قوص بمضافيه وللأمير سيف الدّين أرلان والأمير قطلوبغا الذَّهَبِيّ أَن يتوجها. بمضافيهما إِلَى أَلْوَاح وتتمة ثَلَاثَة عشر مقدما. بمضافيهم من أُمَرَاء الطبلخاناه وَأَن يكون مقدمهم الْأَمِير شيخو وجهزت الإقامات برا وبحراً. فَأخذ الْعَرَب حذرهم فَتَفَرَّقُوا واختفوا وقدمت طَائِفَة مِنْهُم إِلَى مصر فَأخذُوا وَكَانُوا عشرَة. فَقبض مَا وجد مَعَهم من المَال وَحمل لأمير جندار فَإِنَّهُم كَانُوا فلاحيه وأتلفوا. فَلَمَّا برز الْحَاج إِلَى بركَة الْحجَّاج ركب الْأَمِير شيخو وَضرب حَلقَة على الركب ونادى من كَانَ عِنْده بدوي وأخفاه حل دَمه وفتش الْخيام وَغَيرهَا فَقبض على جمَاعَة فوسط بَعضهم وَأَفْرج عَن بعض. ثمَّ لما عَاد السُّلْطَان إِلَى الجيزة كبست تِلْكَ النواحي وحذر النَّاس من إخفاء العربان فَأخذ البحري والبري وقبضت خُيُول تِلْكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>