للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَندب الْأَمِير عز الدّين أزدمر كاشف الْوَجْه البحري للسَّفر إِلَى عمله فكبس الْبِلَاد المتجوهة وَالَّتِي تعرف بِأَنَّهَا مأوى المفسدين فِي عَامَّة الشرقية وَالْوَجْه البحري بأجمعه. وَأحسن أزدمر التَّدْبِير فِي ذَلِك فَإِنَّهُ كتب لجَمِيع الْوُلَاة أَن يلاقوه فِي الْبر وَالْبَحْر وواعدهم يَوْمًا عينه. وَكَانَ الْوَالِي بالغربية فِي بره والكاشف والولاة وأرباب الأدراك مُقَابِله وَمنعُوا النَّاس كلهم من ركُوب النّيل فَأخذ الْوَالِي عربا كثيرا وكبس بلاداً عديدة وَأخذ مِنْهَا المفسدين فوسط وَسمر جماعات مِنْهُم وسير إِلَى الْقَاهِرَة مائَة وَخمسين رجلا فِي الْحَدِيد وَمِائَة وَعشْرين فرسا وسلاحاً كثيرا. وَأرْسل مُتَوَلِّي الْبحيرَة من خيل عريها سِتّمائَة وَأَرْبَعين فرسا فَلم يتَأَخَّر فِي الْوَجْه البحري فرس وَاحِد من خُيُول العربان. ورسم لقضاة الْبر وعدوله بركوب البغال والأكاديش. وَتوجه السُّلْطَان بعد رحيل الْأُمَرَاء من الجيزة إِلَى البهنسا فَتَوَلّى الكبسات الْأَمِير طاز والأمير صرغتمش وتتبعوا الرِّجَال وعاقبوا النِّسَاء وَالصبيان حَتَّى دلوهم على أماكنهم فأخرجوهم من المطامير وسفكوا دِمَاء كَثِيرَة. وقبضوا على عدَّة رجال فأودعوهم الْحَدِيد وحازوا من الْخَيل وَالسِّلَاح شَيْئا كثيرا. فحشد الأحدب بن وَاصل شيخ عَرك جموعه وصمم على لِقَاء الْأُمَرَاء وَحلف أَصْحَابه على ذَلِك. وَقد اجْتمع مَعَه عرب منفلوط وعرب المراغة وَبني كلب وجهينة وعرك حَتَّى تجاوزت فرسانه عشرَة آلَاف فَارس تحمل السِّلَاح سوى الرجالة الْمعدة فَإِنَّهَا لَا تعد وَلَا تحصى لكثرتها. وَجمع الأحدب مواشي أَصْحَابه كلهم وَأَمْوَالهمْ وغلالهم وحريمهم وَأَوْلَادهمْ وَأقَام ينْتَظر قدوم الْعَسْكَر. فَقدم الْأَمِير شيخو بِمن مَعَه حَتَّى نزل سيوط وَمَعَهُ الْوُلَاة والكشاف فتلقها أَهلهَا وعرفوه أُمُور الْعَرَب وَمَا هم عَلَيْهِ من الْعَزْم على اللِّقَاء والمحاربة وَكَثْرَة جمعهم. فاستراح الْأَمِير شيخو وقدمت عَلَيْهِ عرب الطَّاعَة وهولوا عَلَيْهِ بِكَثْرَة جمع المارقين حَتَّى دَاخله الْوَهم وَبعث يَسْتَدْعِي بالعسكر من الْقَاهِرَة. فَعرض الْأَمِير سيف الدّين قبلاى نَائِب السلطنة مقدمي الْحلقَة ومضافيهم وَعين مِنْهُم تسعين مقدما وأضاف إِلَى كل مقدم جمَاعَة. وَعرضت أوراق بِأَسْمَائِهِمْ على السُّلْطَان والأمراء فَاخْتَارُوا مِنْهُم خَمْسَة وَعشْرين مقدما مَعَ كل مقدم من مضافيه عشرُون جندياً فَتكون عدتهمْ خَمْسمِائَة فَارس ورسم بتجهيزهم. وأعيد جَوَاب الْأَمِير شيخو بذلك فَرد جَوَابه بِأَن فِي حُضُور

<<  <  ج: ص:  >  >>