للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نجدة من الْقَاهِرَة مَا يُوجب طمع العربان فِي الْعَسْكَر وظنهم أَن ذَلِك من عجزهم عَن اللِّقَاء وَأَشَارَ بِإِبْطَال تَجْرِيد النجدة فبطلت. ثمَّ رَحل الْأَمِير شيخو عَن سيوط وَبعث الْأَمِير مجد الدّين الهذبانى ليؤمن بنى هِلَال أَعدَاء عَرك ويحضرهم لِيُقَاتِلُوا عَرك أعداءهم. فانخدعوا بذلك وفرحوا بِهِ وركبوا بأسلحتهم وَقدمُوا فِي أَرْبَعمِائَة فَارس فَمَا هُوَ الا أَن وصلوا إِلَى الْأَمِير شيخو فَأمر بأسلحتهم وخيولهم فَأخذت بأسرها وَوضع فيهم السَّيْف فأفناهم جَمِيعًا. وَركب الْأَمِير شيخو من فوره وَصعد عقبَة أدفو فِي يَوْم وَلَيْلَة فَلَمَّا نزل إِلَى الوطاة قدم عَلَيْهِ نجاب من أُمَرَاء أسوان بِأَن الْعَرَب قد نزلُوا فِي بَريَّة بوادي الغزلان فالبس الْعَسْكَر الة الْحَرْب. وَقدم الْأَمِير سودون أحد أمرأء الطبلخاناه فِي مائَة من مماليك الْأُمَرَاء طَلِيعَة وَسَارُوا. فَلَمَّا كَانَ قبيل الْعَصْر الْتَقت الطليعة بفئة من طلائع الْعَرَب فَبعث سودون يخبر الْأَمِير شيخو بذلك وَقَاتلهمْ فَانْهَزَمُوا ثمَّ عَادوا للحرب مرَارًا حَتَّى كلت خُيُول التّرْك وَلم يبْق الا أَن تأخذهم الْعَرَب. فأدركهم الْأَمِير شيخو وَقد سَاق لما أَتَاهُ الْخَبَر سوقاً عَظِيما مِمَّن مَعَه وامتلأ الجو من غبارهم. وهبت ريح فَحملت الْغُبَار والقته فِي وُجُوه الْعَرَب حَتَّى صَار أحدهم لَا يرى رَفِيقه مَعَ رُؤْيَتهمْ بريق الأسنة ولمعان السيوف. فخارت قواهم وانهزموا بأجمعهم بعد مَا اسْتَعدوا للقاء اسْتِعْدَادًا محكماً. فقدموا الرجالة بالدرق أَمَام الفرسان لتلقى عَنْهُم السِّهَام وَقَامَت الفرسان من ورائهم بأسلحتها وأوقفوا حريمهم من ورائهم. وَصَارَ الرجل مِنْهُم يصدم ابْنه وأخاه وَهُوَ لَا يلوى على شَيْء. فَركب التّرْك أقفيتهم وَمن وَقت الْغُرُوب عِنْد الْهَزِيمَة يقتلُون وَيَأْسِرُونَ حَتَّى أعتم اللَّيْل وَبَاتُوا متحارسين فَلم يعد أحد من الْعَرَب اليهم. وَعند ارْتِفَاع النَّهَار جرد الْأَمِير شيخو طَائِفَة فِي طَلَبهمْ فأحاطوا بِمَال كثير مَا بَين مواشي وقماش وحلى ونقود وعروض وأقوات وأزواد وروايا مَاء. وَسبوا حريمهم وَأَوْلَادهمْ فاسترقوا كثيرا مِنْهُم وَصَارَ إِلَى الأجناد والغلمان مِنْهُم شَيْء كَبِير باعوا مِنْهُ عددا كثيرا بِالْقَاهِرَةِ بعد عودهم. وَهلك من الْعَرَب خلائق بالعطش مَا بَين فرسَان ورجالة وجدهم المجردون فِي طَلَبهمْ فسلبوهم. وَصعد كثير مِنْهُم إِلَى الْجبَال واختفوا فِي المغائر فَقتل الْعَسْكَر وَأسر وسبا عددا كثيرا وارتقوا إِلَى الْجبَال فِي طَلَبهمْ وأضرمرا النيرَان فِي أَبْوَاب المغائر

<<  <  ج: ص:  >  >>