عبد الْوَهَّاب بن الْوَزير فَخر الدّين ماجد بن أبي شَاكر أَنه كَانَ فِي دَارهم من جواري ابْن خصيب جاريتين تحسن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا ثَمَانِينَ لوناً من التقالى سوى بَقِيَّة ألوان الطَّعَام. وَبَلغت عدَّة جواريه سَبْعمِائة جَارِيَة بعد مَا كَانَ من أفقر الْكتاب. وَقد غَلبه الدّين وَأقَام فِي السجْن والترسيم على دُيُون النَّاس مُدَّة شهر. وفيهَا قدم فَخر الدّين ماجد بن قزوينة وَزِير دمشق إِلَى الْقَاهِرَة باستدعاء فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي الوزارة وَنظر الْخَاص عوضا عَن ابْن خصيب. وفيهَا عزل الشَّيْخ جمال الدّين عبد الرَّحِيم الْإِسْنَوِيّ نَفسه من حسبَة الْقَاهِرَة لمفاوضة حصلت كَانَت بَينه وَبَين الصاحب فَخر الدّين ماجد بن قزوينة. وَاسْتقر عوضه برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَبى بكر الأخنائي أَخُو قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين مُحَمَّد الأخنائي فَسَار فِي الْحِسْبَة أحسن سيرة وتصلحت عَامَّة المعايش وَفِي يَوْم السبت سادس ربيع الآخر: سَقَطت إِحْدَى منارتي مدرسة السُّلْطَان حسن فَهَلَك تحتهَا نَحْو ثَلَاثمِائَة من الْأَطْفَال الْأَيْتَام الَّذين كَانُوا بمكتب السَّبِيل وَغير الْأَيْتَام فتشاءم النَّاس بذلك وتطيروا بِهِ لزوَال السُّلْطَان فَكَانَ كَذَلِك وَزَالَ ملكه فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع جُمَادَى الأولى وَذَلِكَ أَنه بلغه وَهُوَ بمنزله بكوم برا أَن الْأَمِير يلبغا الخاصكي يُرِيد قَتله وَأَنه لَا يدْخل إِلَى الْخدمَة إِلَّا وَهُوَ لابس آلَة الْحَرْب من تَحت ثِيَابه فاستدعى بِهِ وَهُوَ مَعَ حريمه فِي خلْوَة وَأمر فنزعت عَنهُ ثِيَابه كلهَا ثمَّ كتفت يَدَاهُ فْشفعت فِيهِ إِحْدَى حظايا السُّلْطَان حَتَّى خلى عَنهُ وخلع عَلَيْهِ وَاعْتذر إِلَيْهِ بِأَنَّهُ بلغه عَنهُ أَنه لَا يدْخل إِلَّا بِالسِّلَاحِ مخفي فِي ثِيَابه. فَخرج إِلَى مخيمه وَقد اشْتَدَّ حنقه فَلم يمض سوى ثلاثةّ أَيَّام وَبلغ السُّلْطَان أَن يلبغا قد خامر وَأظْهر الْعِصْيَان وألبس مماليكه آلَة الْحَرْب فبادر للرُّكُوب فِي طَائِفَة من مماليكه ليكبسه على بَغْتَة وَيَأْخُذهُ من مخيمه فَسبق ذَلِك إِلَى يلبغا من الطواشي بشير الجمدار وَقيل بل من الحطة الَّتِي شفعت فِيهِ. فَركب بمماليكه من فوره بِالسِّلَاحِ يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن جُمَادَى الأولى بعد الْعَصْر ولقى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute