للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تكاثر جمع الْمُسلمين من العربان وَأهل الثغر عِنْد الْمنَار برز لَهُم غراب إِلَى بَحر السلسلة حَتَّى قَارب السُّور فقاتله الْمُسلمُونَ قتالاً شَدِيدا قتل فِيهِ عدَّة من الفرنج وَاسْتشْهدَ جمَاعَة من الْمُسلمين. وَخرج إِلَيْهِم أهل الْمَدِينَة وصاروا فرْقَتَيْن فرقة مَضَت مَعَ العربان نَحْو الْمنَار وَفرْقَة وقفت تقَاتل الفرنج بالغراب. وَخرجت الباعة وَالصبيان وصاروا فِي لَهو وَلَيْسَ لَهُم اكتراث بالعدو. فَضرب الفرنج عِنْد ذَلِك نفيرهم. فَخرج الكمين وحملوا على الْمُسلمين حَملَة مُنكرَة. وَرمى الفرنج من المراكب بِالسِّهَامِ فَانْهَزَمَ الْمُسلمُونَ وَركب الفرنج أقفيتهم بِالسَّيْفِ. وَنزل بَقِيَّتهمْ إِلَى الْبر فملكوه بِغَيْر مَانع وَقدمُوا مراكبهم إِلَى الأسوار فاستشهد خلق كثير من الْمُسلمين وَهلك مِنْهُم فِي الازدحام عِنْد عبور بَاب الْمَدِينَة جمَاعَة وخلت الأسوار من الحماة فنصب الفرنج سلالم وَوَضَعُوا السُّور وَأخذُوا نَحْو الصِّنَاعَة فحرقوا مَا بهَا وألقوا النَّار فِيهَا ومضوا إِلَى بَاب السِّدْرَة وعلقوا الصَّلِيب عَلَيْهِ فانحشر النَّاس إِلَى بَاب رشيد وأحرقوه ومروا مِنْهُ على وجوهم وَتركُوا الْمَدِينَة مَفْتُوحَة بِمَا فِيهَا للفرنج وَأخذ الْأَمِير جنغرا مَا كَانَ فِي بَيت المَال وقاد مَعَه خمسين تَاجِرًا من تجار الفرنج كَانُوا مسجونين عِنْده وَمضى هُوَ وَعَامة النَّاس إِلَى جِهَة دمنهور فَدخل وَقت الضُّحَى من يَوْم الْجُمُعَة ملك قبرص - واسْمه ربير بطرس بن ريوك - وشق الْمَدِينَة وَهُوَ رَاكب فاستلم الفرنج النَّاس بِالسَّيْفِ ونهبوا مَا وجدوه من صَامت وناطق وأسروا وَسبوا خلائق كَثِيرَة وأحرقوا عدَّة أَمَاكِن وَهلك فِي الزحام بِبَاب رشيد مَا لَا يَقع عَلَيْهِ حصر فأعلن الفرنج بدينهم وانضم إِلَيْهِم من كَانَ بالثغر من النَّصَارَى ودلوهم على دور الْأَغْنِيَاء فَأخذُوا مَا فِيهَا واستمروا كَذَلِك يقتلُون وَيَأْسِرُونَ ويسبون وينهبون ويحرقون من ضحوة نَهَار الْجُمُعَة إِلَى بكر نَهَار الْأَحَد فَرفعُوا السَّيْف وَخَرجُوا بالأسرى والغنايم إِلَى مراكبهم وَأَقَامُوا بهَا إِلَى يَوْم الْخَمِيس ثامن عشرينه ثمَّ أقلعوا وَمَعَهُمْ خَمْسَة آلَاف أَسِير فَكَانَت إقامتهم ثَمَانِيَة أَيَّام. وَكَانُوا عدَّة طوائف فَكَانَ فيهم من البنادقة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ غراباً وَمن الجنوية غرابين وَمن أهل رودس عشرَة أغربة والفرنسيس فِي خَمْسَة أغربة وَبَقِيَّة الأغربة من أهل قبرص. وَكَانَ مَسِيرهمْ عِنْد قدوم الْأَمِير يلبغا بِمن مَعَه فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ الْأَمِير قطلوبغا المنصوري لم يجد مَعَه سوى عشْرين فَارِسًا وَعَلِيهِ إِقَامَة مائَة فَارس فَغَضب عَلَيْهِ وَوجد الْأَمر قد فَاتَ فَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان فَعَاد إِلَى القلعة وَبعث بِابْن عرام نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة على عَادَته بِأَمْر الْأَمِير يلبغا. بموارة من اسْتشْهد من الْمُسلمين ورم مَا احْتَرَقَ وَغَضب على جنغرا وهدده وَعَاد فَأخذ فِي التأهب لغزو الفرنج. وتتبعت النَّصَارَى فَقبض على جَمِيع من بديار مصر وبلاد الشَّام

<<  <  ج: ص:  >  >>