للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَغَيرهمَا من الفرنج وأحضر البطريق وَالنَّصَارَى وألزموا بِحمْل أَمْوَالهم لفكاك أسرى الْمُسلمين من أَيدي الفرنج وَكتب بذلك إِلَى الْبِلَاد الشامية وتتبعت ديارات النَّصَارَى الَّتِي بأعمال مصر كلهَا وألزم سكانها بِإِظْهَار أَمْوَالهم وأوانيهم وعوقبوا على ذَلِك. فَكَانَت هَذِه الْوَاقِعَة من أشنع مَا مر بالإسكندرية من الْحَوَادِث وَمِنْهَا اختلت أحوالها واتضع أَهلهَا وَقلت أَمْوَالهم وزالت نعمهم. وَكَأن النَّاس فِي الْقَاهِرَة مُنْذُ أَعْوَام كَثِيرَة تجرى على ألسنتهم جَمِيعًا: فِي يَوْم الْجُمُعَة تُؤْخَذ الْإسْكَنْدَريَّة فَكَانَ كَذَلِك. وَمر بِمن خرج من الْإسْكَنْدَريَّة فِي وَقت الْهَزِيمَة من العربان بلَاء لَا يُوصف. وَلما اسْتَقر الْأَمِير يلبغا بعد عوده من الْإسْكَنْدَريَّة أَشَارَ بِالْقَبْضِ على الْأَمِير قطلوبغا المنصوري فَقبض عَلَيْهِ وَنفي إِلَى الشَّام. وأنعم على الْأَمِير أرغون الأزقي بتقدمته. وَاسْتقر الْأَمِير يَعْقُوب شاه اليحياوي حاجباً عوضا عَن قطلوبغا المنصوري. وَاسْتقر الْأَمِير طشتمر الحسني أَمِير آخور عوضا عَن يَعْقُوب شاه. وَأخذ الْأَمِير يلبغا فِي تجهيز مولَايَ حلى بعد عوده من الْحَج للسَّفر إِلَى بِلَاده وخلع عَلَيْهِ السُّلْطَان فرجية حَرِير أطلس أَحْمَر من تحتهَا تَحْتَانِيَّة أطلس أصفر وعَلى الفرجية تركيبة زركش وطوق بعنبرانية. وألبس طرحة عَن عمَامَته وقلد بِسيف محلى بِالذَّهَب فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشْرين صفر. وسافر فَمَاتَ على تروجة فِي أَوَائِل شهر ربيع الأول. وَفِيه قدم تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن السُّبْكِيّ قَاضِي دمشق باستدعاء. وَقد شُكى وَأمر بِالْكَاف عَلَيْهِ. وَقدم الْخَبَر بِكَثْرَة فَسَاد أَوْلَاد الْكَنْز وَطَائِفَة العكارمة بأسوان وسواكن وَأَنَّهُمْ منعُوا التُّجَّار وَغَيرهم من السّفر لقطعهم الطَّرِيق وَأَخذهم أَمْوَال النَّاس. وَأَن أَوْلَاد الْكَنْز قد غلبوا على ثغر أسوان وصحرا عيذاب وبرية الواحات الدَّاخِلَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>