للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقَاهِرَة الشريف بكتمُر فُسر النَّاس بعزله وَزَوَال دولة يلبغا وَقبض ابْن قزوينة وأبقوا الزِّينَة يومهم كُله. وَفِي ثامن عشره: قدمت رسل متملك جنوة من بِلَاد الفرنج يسْأَل أَن تمكن تجارهم فِي الْقدوم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة على عَادَتهم فأجيبوا إِلَى ذَلِك. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر شهر رَجَب: ركب الْأُمَرَاء للحرب بِالسِّلَاحِ ووقفوا تَحت القلعة وَكَانَ قد أشيع أَن الأجلاب اليلبغاوية يُرِيدُونَ الْحَرْب وَقبض الْأُمَرَاء وأَول مَا بدأوا بِهِ أَن قبضوا على الْأَمِير قرابغا الصرغتمشي وحبسوه وَأَقَامُوا على تخوف هَذَا وَقد تفاحش أَمر الأجلاب بِحَيْثُ سلبوا النَّاس فِي الطرقات وهجموا الحمامات على النِّسَاء وأخذوهن بالقهر وقصدوا أَرْبَاب الْأَمْوَال بالأذى حَتَّى شَمل الْخَوْف النَّاس. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشرينه: ركب الْأَمِير تغرى بَرْمِش للحرب فِي جمَاعَة كَبِيرَة من الأجلاب فَركب الْأُمَرَاء لحربهم وقبضوا على تغرى برمش الْمَذْكُور وعَلى الْأَمِير آيْنَبَك البدري والأمير قرابغا الْعُزَّى والأمير مُقبل الرُّومِي وَإِسْحَاق الرَّحبِي وبعثوا بهم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وقبضوا أَيْضا عدَّة من الأجلاب ونفوهم من أَرض مصر. وَفِي سادس عشرينه: أنعم على الْأَمِير أقطاى بتقدمة ألف وعَلى الْأَمِير قطلوبُغا جركس بتقدمة ألف وَكَانَ الْأَمِير أسندمر قد صَار فِي رُتْبَة أستاذه يلبغا وَإِلَيْهِ تَدْبِير أُمُور الدولة وَعنهُ يصدر ولَايَة أَرْبَابهَا وعزلهم وَسكن فِي دَار يلبغا بالكبش. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَحَد سَابِع شَوَّال: بلغ الْأَمِير أسندَمُر أَن جمَاعَة من الْأُمَرَاء قد اتَّفقُوا على الفتك بِهِ وبالأجلاب وهم أعضاده وبهم يصول. فَخرج لَيْلًا من دَاره إِلَى دَار الْأَمِير قجماس الطازي وبذل لَهُ مَالا كَبِيرا حَتَّى استماله إِلَيْهِ. ثمَّ فَارقه وَفِي ظَنّه أَنه قد صَار مَعَه وَلم يكن كَذَلِك. وَعَاد إِلَى منزله بالكبش واستدعى خواصه من اليلبغاوية وَقرر مَعَهم أَنه إِذا ركب للحرب يقتل كل وَاحِد مِنْهُم أَمِيرا أَو يقبض عَلَيْهِ وبذل لَهُم مَالا كَبِيرا حَتَّى وافقوه وَمَا هُوَ إِلَّا أَن خرج أسنَدمر من عِنْد قجماس ليدبر مَا قد ذكر مَعَ الأجلاب. ركب قجماس إِلَى جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَقرر مَعَهم الْقَبْض على أسنَدمُر فَرَكبُوا مَعَه للحرب ووقفوا تَحت القلعة فَنزل السُّلْطَان فِي الْحَال إِلَى الإصطبل ودقت الكوسات حَرْبِيّا. وَأما أسندمر فَإِنَّهُ بَات هَذِه اللَّيْلَة فِي إصطبله حَتَّى طلعت الشَّمْس ركب من

<<  <  ج: ص:  >  >>