للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستميل من مَعَ ألجاي من اليلبغاوية وهم مائَة مَمْلُوك فوعده السُّلْطَان بإمرة طبلخاناه وَانْصَرف إِلَى تربة أستاذه الْأَمِير يلبغا واختفى بهَا بَقِيَّة نَهَاره فَلَمَّا أقبل اللَّيْل بعث غُلَامه إِلَى اليلبغاوية فَمَا زَالَ بهم حَتَّى أَتَوْهُ زمراً زمراً إِلَى التربة فَصَعدَ بهم جَمِيعًا إِلَى السُّلْطَان فرتبهم فِي خدمَة وَلَده أَمِير عَليّ وتبعهم أَكثر من كَانَ مَعَ ألجاي من الْأُمَرَاء والمماليك بِحَيْثُ لم يطلع الْفجْر إِلَّا وَمَعَهُ دون الْخَمْسمِائَةِ فَارس. فتوج إِلَى قِتَاله الْأَمِير أرغون شاه فِي عدَّة وافرة وخلائق من الْعَامَّة. وَمضى أَيْضا الْأَمِير منكلى بغا الْبَلَدِي من طَرِيق أُخْرَى فِي جمع موفور وَكثير من الْعَامَّة. وَسَار الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شرف الدّين وَمَعَهُ طَائِفَة من الْمُقَاتلَة وَطَوَائِف من أهل الحسينية وَغَيرهم من طَرِيق ثَالِثَة فعندما رأى أُلجاى أَوَائِل الْقَوْم تَأَخّر عَن مَوْضِعه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى صَار الْأَمِير أرغون فِي مَكَانَهُ من قبَّة النَّصْر وانضم إِلَيْهِ الْأُمَرَاء وَمن مَعَهم وَبعث طَائِفَة مِنْهُم فَلَقِيت ألجاي وقاتلته فانكسر مِنْهُم وَأخذ فِي الْفِرَار فَركب الْقَوْم قَفاهُ وَقد تَأَخّر عَنهُ من بَقِي مَعَه حَتَّى وصل إِلَى الخرقانية من القليوبية فِي ثَلَاثَة فرسَان وَابْن شرف الدّين فِي طلبه فَوقف على شاطئ النّيل ظَاهر قليوب واقتحمه بفرسه فغرقا فِي النّيل واستدعى ابْن شرف الدّين بالغطاسين فأخرجوه ووضعوه على بر نَاحيَة شبْرًا وَحَمَلُوهُ فِي تَابُوت إِلَى الْقَاهِرَة فِي بكرَة يَوْم الْجُمُعَة يَوْم تاسوعاء فَدفن بمدرسته من سويقة الْعُزَّى قَرِيبا من القلعة وَكَانَ الْأَمِير أرغون قد عَاد لما انهزم ألجاي وغرق وَعرف السُّلْطَان فَصَعدَ إِلَى القلعة وَبقيت العساكر واقفة تَحت القلعة يَوْم الْخَمِيس. وَقبض السُّلْطَان على الْأَمِير طقتمر الحسني والأمير صراي العلاى وسلطان شاه بن قرا الْحَاجِب ونفاهم. وَقبض على الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن كلفت وألزمه بِحمْل مَال وَقبض على الْأَمِير بيبغا القوصوني والأمير خَلِيل بن أقماري ثمَّ أفرج عَنْهُمَا بشفاعة الْأَمِير طشتمر الدوادار. وَفِيه نُودي من وجد مَمْلُوكا من الألجيهية وأحضره فَلهُ خلعة وحذر من أخفاهم فَظهر السُّلْطَان مِنْهُم بعدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>