وَفِيه كَانَ وَفَاء النّيل وَهُوَ عَاشر مسرى. وَفِيه عين الشَّيْخ راج الدّين عمر بن الملقن أحد نواب الحكم بِقَضَاء الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة عوضا عَن بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء ليلبس فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ حادي عشرينه: طلع إِلَى القلعة فَلم يتهيأ لَهُ لبس وَذَلِكَ أَن الْأَمِير الْكَبِير برقوق كَانَ قد عينه لذَلِك بِغَيْر مَال فسعى عَلَيْهِ يقوم بِهِ إِذا اسْتَقر فِي قَضَاء الْقُضَاة كَمَا قد جرت بِهِ الْعَادة فِي هَذَا الزَّمَان فَبعث بهَا الْأَمِير بركَة إِلَى الْأَمِير برقوق فَلَمَّا بلغته الورقة غضب وَأمر بِجمع الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء فتجمعوا بَين يَدَيْهِ بالحراقة من الإصطبل فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرينه وَطَلَبه وَأخرج الورقة الَّتِي بعثها إِلَيْهِ الْأَمِير بركَة تَتَضَمَّن الْتِزَامه بأَرْبعَة آلَاف دِينَار يقوم بهَا إِذا اسْتَقر قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة. فَأنْكر أَن يكون خطه فَزَاد حنق الْأَمِير برقوق وَأمر بِهِ فَسلم إِلَى الْحَاج مُحَمَّد بن يُوسُف مقدم الدولة ليستلخص مِنْهُ الْأَرْبَعَة آلَاف دِينَار وانفض الْمجْلس فرفق بِهِ ابْن يُوسُف من أجل أَنه كَانَ قد اتهمَ بِأَنَّهُ وَقع فِي وَاقع يَقْتَضِي إِرَاقَة دَمه عِنْد الْمَالِكِيَّة. فَحكم ابْن الملقن بحقن دَمه فرعى لَهُ ذَلِك ودافع عِنْد شاد الدَّوَاوِين وخوفه من التَّعَرُّض لَهُ. بمكروه إِلَى أَن طلع الشَّيْخ سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرينه إِلَى الْأَمِير برقوق هُوَ وَالشَّيْخ المعتقد أَبُو عبد الله مُحَمَّد الركراكي المغربي فِي عدَّة من الْفُقَهَاء وَسَأَلَهُ فِي الإفراج عَن ابْن الملقن فوعده بإرساله إِلَيْهِ فَحلف البُلْقِينِيّ ثَلَاثَة أَيْمَان فِي ثَلَاث مَرَّات أَنه مَا ينْصَرف إِلَّا بِهِ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَأمر بِتَسْلِيمِهِ إِلَيْهِ فَمضى بِهِ وَللَّه الْحَمد. وَفِي أخريات هَذَا الشَّهْر: أفرج عَن الْأَمِير طشتمر الأتابك من سجنه بالإسكندرية ورسم بإقامته بثغر دمياط وأقطع بَلَدا بِالْقربِ مِنْهُ. وَفِي سَابِع عشرينه: خلع على الْأَمِير منكلي الطرخاني وَاسْتقر نَائِب الكرك عوضا عَن تمرباي الطازي. وَفِيه خلع على همام الدّين أَمِير غَالب بن القوام أَمِير كَاتب الأنقاني الأتراري الْحَنَفِيّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute