للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقتل بركَة. فَأخذ بذلك خطه وخطوط الْأُمَرَاء الأكابر وَعَاد إِلَى الثغر وَقَتله. فَلَمَّا دخل يُونُس الدوادار إِلَى الثغر نبش قبر بركَة فَوجدَ فِي رَأسه ضَرْبَة وَفِي جسده ضربات عديدة وَقد دفن بثيابه من غير غسل وَلَا كفن فَغسله وكفنه وَصلى عَلَيْهِ وَدَفنه فِي تربة بناها على قَبره. وَقبض على ابْن عرام. وَخَافَ من بدر بن سَلام أَن يَعْتَرِضهُ فِي الطَّرِيق وَيُخَلِّصهُ فَطلب نجدة فَسَار إِلَيْهِ عدَّة مماليك سَارُوا بِهِ فِي بَحر الْملح إِلَى دمياط وَأتوا فِي النّيل إِلَى القاهر وسجن فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشره بخزانة شمايل مُقَيّدا وعذب على مَال اتهمَ أَنه أَخذه من بركَة فَلم يقر بِشَيْء. ثمَّ أخرج فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرينه وَحمل على حمَار إِلَى القلعة وَقد اجْتمع الْأُمَرَاء بِبَاب القلعة مِنْهَا فَجرد من ثِيَابه وَضرب بالمقارع نَحْو التسعين شيبا. وَنُودِيَ عَلَيْهِ وَهُوَ يضْرب: هَذَا جَزَاء من يقتل الْأُمَرَاء بِغَيْر إِذن. فَقَالَ: مَا قتلته إِلَّا بِإِذن الْأُمَرَاء وَأخرج خطوطهم فَأخذت مِنْهُ وَهُوَ بستغيث: بيني وَبَيْنكُم اللهّ ياسيدي الشَّيْخ نَهَار هَذَا الْيَوْم الَّذِي وَعَدتنِي فَإنَّا لله وَإِن إِلَيْهِ رَاجِعُون. وَذَلِكَ أَن الشَّيْخ نَهَار كَانَ حَدثهُ بِأُمُور وَمِنْهَا أَنه لَا يَمُوت إِلَّا مقتولا بِالسَّيْفِ موسطا أَو مسمرا فَكَانَ يتَوَقَّع ذَلِك. ثمَّ أركب الْجمل ودقت المسامير الْحَدِيد فِي كفيه وذراعيه وقدميه على الْخشب. وَهُوَ يَقُول: يَا سَيِّدي الشَّيْخ نَهَار قد صَحَّ الَّذِي وَعَدتنِي بِهِ هَذَا الْيَوْم الَّذِي وَعَدتنِي بِهِ. وَسَارُوا بِهِ من بَاب القلعة على الْجمل ليشهر فَصَارَ ينشد فِي تِلْكَ الْحَال الَّتِي يذهل فِيهَا الْمَرْء عَن نَفسه. لَك قلتبى تعِله فدمى لم تحله قَالَ إِن كنت مَالِكًا فلي الْأَمر كُله فَلَمَّا صَار بالرمَيلة تَحت القلعة. أوقف تجاه بَاب السلسلة فبدره مماليك بركَة بسيوفهم يضربوه بهَا حَتَّى صَار قطعا وَفرقُوا شلوة تفريقا. ثمَّ حملت رَأسه وعلقت بِبَاب زويلة فَأخذت أمه مَا قدرت عَلَيْهِ من بدنه وَأخذت رَأسه وغسلت ذَلِك. ودفنته. بمدرسته جوَار قنطرة أَمِير حُسَيْن. من حكر جَوْهَر النوبي خَارج الْقَاهِرَة. وَكَانَ ابْن عرام فطنا ذكيا فَأحْسن الْمُشَاركَة فِي الْقَلَم. كتب تَارِيخا مُفِيدا. وَكَانَت لَهُ نَوَادِر وَعِنْده حكايات يذاكر بهَا. وَكَانَ مهابا رَئِيسا سيوسا وَكَانَ يداخل كل ذِي فن ويتنقل فِي أَحْوَال مُخْتَلفَة ويخوض فِي كل مَا يُفِيد وينفع. وَفِي رَابِع عشره: اسْتَقر الْأَمِير بلّوط الصَرغَتْمشى فِي نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة. وَفِي حادي عشرينه: استدعى الْأَمِير الْكَبِير برقوق الشَّيْخ جلال الدّين رَسُولا التباني فطلع إِلَيْهِ بعد مراجعات كَثِيرَة وَعرض عَلَيْهِ أَن يسْتَقرّ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة. فَلم يُوَافق على ذَلِك وَامْتنع كَمَا امْتنع فِي الْأَيَّام الأشرفية شعْبَان بن حُسَيْن. وَقَالَ: هَذِه

<<  <  ج: ص:  >  >>