للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخر الدّين ماجد بن أَبُو شَاكر فِي نظر دَار الضَّرْب وَاسْتقر فَخر الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن مكانس فِي نظر الإصطبل. وَفِيه أفرج عَن المقسى وَعلم الدّين يحيى على مَال مبلغه خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم، ليورده. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشرينه: توفّي السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور عَليّ بن الْأَشْرَف شعْبَان وَدفن لَيْلًا بتربة جدته خوند بركَة بالتبانة وَتَوَلَّى تَجْهِيزه الْأَمِير قطلوبغا الكوكاي فَكَانَت مُدَّة سلطنته خمس سِنِين وَثَلَاثَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا وعمُره نُحو اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَلم يكن لَهُ من السلطنة سوى الِاسْم وَالْجُلُوس على التخت وَله نَفَقَة كل يَوْم. ثمَّ إِن القبرسي لما قصد غَزْو الْإسْكَنْدَريَّة استنجد. بملوك النَّصَارَى بِإِشَارَة الْبَاب لَهُم فِي ذَلِك وَالْبَاب هُوَ بتفخيم الْبَاء الأولى وَهُوَ الَّذِي تنقاد النَّصَارَى بِهِ ويزعمرن أَنه من ذُرِّيَّة الحواريين وَعِنْده الصَّلِيب الْأَكْبَر الَّذِي إِذا أبرزه للغزو لم يبْق ملك مَن مُلُوك النَّصَارَى إِلَّا أَتَى بجيشه نَحوه. فَإِذا خرج الْبَاب بصليبه ذَلِك ارتجت لَهُ بِلَاد النَّصْرَانِيَّة فيظفر بِتِلْكَ الجيوش القوية على مملكة من خَالفه من مُلُوك الرومانية. فَلَمَّا أعانت مُلُوك النَّصَارَى صَاحب قبرس بِالْمَالِ وَالرِّجَال والغربان بِإِشَارَة الْبَاب لَهُم فِي ذَلِك فعمرت المراكب لَهُ على مَا قيل برودس لِأَنَّهَا دَار صناعَة الفرنج فَكَانَت عمارتها على مَا قيل فِي أَربع سِنِين وَذَلِكَ فِي مُدَّة طَوَافه على الْمُلُوك. فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قبرس وجدهم تهيئوا لَهُ فَجمع مَا جَاءَ بِهِ على مَا عمر لَهُ وَتوجه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة. وَكَانَت الْأَخْبَار تَأتي إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>