لابسين الْحَدِيد من الْفرق إِلَى الْقدَم والمسلمون كَاللَّحْمِ على وَضم فَكيف يُقَاتل اللَّحْم الْحَدِيد وَكَيف يبرز العاري لمن كسى الزرد النضيد فانهزمت الْمُسلمُونَ وَوَلَّتْ وَمن الْكفَّار فرت فَقَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك: قد ولت الْمُسلمُونَ لما باللبس وافاهم جنود وَكَيف لايهربنون مِنْهُم وَالنَّاس لحم وهم حَدِيد ثمَّ إِن أهل الْإسْكَنْدَريَّة لما رأو مَا لم يعهدوه أبدا وَلَا شاهدوه على طول المدى رجفت مِنْهُم الْقُلُوب وَصَارَ كل وَاحِد من عقله مسلوب وَلما رأو من الرُّءُوس الطائرة والخيول الغائرة فتزاحموا فِي الْأَبْوَاب بَعضهم على بعض فصاروا موتى بالطول وَالْعرض وَثَبت بعض النَّاس وَقَاتل وَهُوَ مُجْتَهد حَتَّى قتل من الفرنج مَا تيَسّر لَهُ قبل أَن يستشهد. قيل إِن مُحَمَّد الشريف الجزار هجم على الفرنج بساطور المجزرة جعل عِظَام جمَاعَة مِنْهُم مكسرة وَهُوَ يَقُول: الله أكبر قتل من كفر إِلَى أَن تكاثرت عَلَيْهِ مِنْهُم جمَاعَة كَثِيرَة فاستشهد - رَحمَه الله - بالجزيرة وروى بعض فُقَهَاء الْمكَاتب يعرف بالفقيه مُحَمَّد بن الطفال - وَهُوَ قَاصد الفرنج بِسَيْفِهِ فَقيل لَهُ تَمُوت يَا فَقِيه مُحَمَّد فَقَالَ إِذا أسعد وأصير مجاورا للنَّبِي مُحَمَّد وَأي موتَة أحسن من الْجِهَاد فِي سَبِيل الله لأصير إِلَى الْجنَّة وهجم فيهم فَصَارَ يَضْرِبهُمْ ويضربونه إِلَى أَن رزق الشَّهَادَة وَختم لَهُ بالسعادة. نعود إِلَى ذكر من قَاتل بالجزيرة من الْمُسلمين للفرنج الْكَافرين. وَذَلِكَ أَن جمَاعَة من رُمَاة قاعة القرافة المتطوعة. لما حوصروا فِي الرِّبَاط الَّذِي عمره لَهما الشَّيْخ الصَّالح أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلام خَارج بَاب الْبَحْر بالجزيرة بِسَبَب مبيتهم فِيهِ وصلواتهم وَذكرهمْ لَيْلَة خُرُوج طائفتهم ترابط بِهِ وَكَانَ بِنَاؤُه قبل الْوَقْعَة مَا يزِيد على سنة قيل وَذكرهمْ لَيْلَة خُرُوج طائفتهم ترابط بِهِ وَكَانَ بِنَاؤُه قبل الْوَقْعَة مَا يزِيد على سنة قيل إِنَّه انْصَرف على عِمَارَته ثَمَانمِائَة دِينَار فَلَمَّا تكاثرت الفرنج حول الرِّبَاط صَارَت رُمَاة