مقدم الْعَسْكَر - بسيس يتَضَمَّن دُخُول الصارم إِبْرَاهِيم بن رَمَضَان - مقدم التركمان - عَلَيْهِ فِي قبُول تَوْبَته وتنصله من مساعدة ابْن دلغادر فَأُجِيب بِقبُول عذره. ونزلوا بِظَاهِر ملطية فِي ثامن عشره. ثمَّ رحلوا عَنْهَا فِي أول شهر رَجَب عائدين إِلَى حلب بَعْدَمَا عزموا على خوض الْفُرَات وكشفوا مخايضها فوجدوا تعديتها إِلَى الْبر والوصول إِلَى خرت برت متعذراً. فَلَمَّا نزلُوا على بريد من عين تَابَ - فِي ثَالِث عشر رَجَب - قدم عَلَيْهِم الْأَمِير حيدر بن باشان كَبِير التركمان البوزوقية فِي طلب الْأمان لأمراء طائفته فَكتب لَهُ أَمَان ورحلوا فِي سَابِع عشره فقدموا حلب فِي ثَانِي عشرينه وَتَفَرَّقَتْ العساكر إِلَى موَاضعهَا وَقد نالهم مشقة عَظِيمَة من الْبرد وَكَثْرَة الأمطار. وَفِي هَذَا الشَّهْر ظهر فِي السَّمَاء كَوْكَب لَهُ ذؤابة قدر رُمْحَيْنِ من جِهَة الْقبْلَة وَأقَام كَذَلِك مُدَّة. وَفِيه كُتب باستقرار شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي الرِّضَا بن عمر فِي قَضَاء الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة بحلب بعد وَفَاة كَمَال الدّين عمر بن عُثْمَان بن هبة الله المعري. وَفِيه قبض الْأَمِير قرط على طَائِفَة من أَعْيَان الْبحيرَة مِنْهُم شادي ووسطهم وَرَمَاهُمْ فِي النّيل وأحاط. بموجودهم كُله. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ آخِره: قدم الْأَمِير يلبغا الناصري فَخرج الْأَمِير الْكَبِير إِلَى لِقَائِه وترجل لَهُ ثمَّ أركبه فرسا من مراكيبه. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء أول شهر رَمَضَان: أنعم على الْأَمِير يلبغا الناصري بتقدمة ألف وأجلس وَقت الْخدمَة - السُّلْطَانِيَّة - بالإيوان رَأس الميسرة فَوق أَمِير سلَاح.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute