للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثالثه: خلع على سعد الدّين نصر الله بن البقري وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص عوضا عَن كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن مكانس. وخُلع على الْوَزير ابْن مكانس وَاسْتقر على عَادَته فِي الوزارة فَقَط. وخلع على الْأَمِير جركس الخليلي - أَمِير أخور - وَاسْتقر مشير الدولة. ورسم للوزير أَلا يتَصَرَّف فِي شَيْء إِلَّا بعد مُرَاجعَته. وَفِيه اسْتَقر تَاج الدّين عبد الله بن البقري فِي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة عوضا عَن أَبِيه سعد الدّين وخلع عَلَيْهِ وعَلى علم الدّين يحيى - نَاظر الدولة - خلعة اسْتِمْرَار. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: سَاق الْأَمِير جركس الخليلي مَاء النّيل إِلَى الميدان تَحت القلعة وصُب فِي الْحَوْض الَّذِي على بَابه بالرميلة فَعم النَّفْع بِهِ سكان تِلْكَ الْجِهَات. وَكَانَ لَهُ نَحْو من سَبْعَة سِنِين لم يجر فِيهِ مَاء. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قرئَ صَحِيح البُخَارِيّ بِالْقصرِ من قلعة الْجَبَل كَمَا هِيَ الْعَادة من عهد الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ سابعه وانفض مجْلِس السماع قَامَ قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة لينصرف إِلَى دَاره. فَلَمَّا ركب أَخذ شخص - يعرف بِابْن نَهَار - بعنان بغلته وَقَالَ لَهُ: حكمت عليّ بِحكم لَا يجوز شرعا وَقد فسقت بجهلك. فَرجع وَمَعَهُ الْمَذْكُور إِلَى الْأَمِير الْكَبِير وَهُوَ فِي فكره فَأخذ ابْن نَهَار فِي الْإِسَاءَة على ابْن جمَاعَة والأمير الْكَبِير فِي شغل. بِمَا عِنْده من شدَّة الْفِكر فشق ذَلِك على ابْن جمَاعَة وعزل نَفسه وَقَامَ فَتوجه إِلَى تربة كوكاي خَارج الْقَاهِرَة ة ليمضي مِنْهَا إِلَى الْقُدس. وَفِي أثْنَاء نُزُوله من عِنْد الْأَمِير الْكَبِير تجلى عَنهُ الْفِكر وَسَأَلَ من حضر عَمَّا كَانَ فأخبروه الْخَبَر فَبعث فِي طلب ابْن نَهَار فَأتى بِهِ من الْغَد واستدعى الْقُضَاة ومشايخ الْعلم فَأفْتى شيخ الْإِسْلَام البُلْقِينِيّ بتعزيز ابْن

<<  <  ج: ص:  >  >>