النَّاس وَكَثُرت الشكاية فِي النَّاس جَمِيعهم من وقُوف الْحَال وَقلة وجود الدَّرَاهِم فَكَانَ هَذَا - أعنى الشكاية - مِمَّا تجدّد وَلم يكن يُعرف بل أدركنا النَّاس وَإِذا شكا أحد من النَّاس حَاله عُد عَلَيْهِ ذَلِك فصرنا وَمَا من صَغِير وَلَا كَبِير إِلَّا وَهُوَ يشكو وتزايد أَمرهم فِي ذَلِك حَتَّى صَار أَمر النَّاس. بِمصْر فِي الْأَيَّام الناصرية فرج وَمَا بعْدهَا إِلَى فاقة وضعة. وَفِي تَاسِع عشرينه: وقفت الْعَامَّة واستغاثت وَطلبت ولَايَة العجمي الْحِسْبَة فطُلب فِي يَوْم السبت سلخه وخُلع عَلَيْهِ وأعيد إِلَى الْحِسْبَة عوضا عَن المليجي. وَفِي ثَالِث ذِي الْحجَّة: سُمر ثَلَاثَة من قطاع الطَّرِيق ووسطوا ثمَّ سُمر فِي خامسه ثَلَاثَة أخر. وَفِي تاسعه: ترك الْأَمِير تغري برمش أَمِير سلَاح إمرته وتزيا بزِي الْفُقَرَاء وَفرق عَنهُ مماليكه وحاشيته وَجلسَ بِجَامِع قوصون خَارج بَاب زويلة وَجمع عَلَيْهِ طَائِفَة من الْعَامَّة فَبعث إِلَيْهِ الْأَمِير الْكَبِير بالأمير سودُن الشيخوني الْحَاجِب والأمير قُردُم الحسني - رَأس نوبَة - ليعود إِلَى إمرته وَلكنه أَبى وصمم على الزهادة فتردد إِلَيْهِ الْأُمَرَاء وسألوه ذَلِك فَأبى عَلَيْهِم ثمَّ لم يكن بأسرع من توجهه إِلَى الشَّيْخ أكمل الدّين شيخ خانكاه شيخو وسؤاله فِي التحدث مَعَ الْأَمِير الْكَبِير فِي عوده إِلَى إمرته كَمَا كَانَ فَبعث يسْأَل الْأَمِير الْكَبِير فِي ذَلِك فَاشْتَدَّ غَضَبه عَلَيْهِ وَأمر بِهِ فَأخْرج فِي الْحَال مَاشِيا ليمضي إِلَى الْقُدس فَمشى على قَدَمَيْهِ إِلَى قبَّة النَّصْر خَارج الْقَاهِرَة وأدركه قَاصد. بِالْإِذْنِ لَهُ. بالركوب فَركب وَسَار. وَفِي حادي عشره: وسُط رحاب أَمِير عربان الْبحيرَة وَمَعَهُ ثَلَاثَة نفر من أعيانها. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: اتّفقت حَادِثَة مستغربة وَهِي أَن بعض تجار قيسارية جهاركس - يعرف بِابْن القماح - أخلى حَماما بِالْقربِ مِنْهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خامسه وأطمع صدقه - حارس القيسارية - بِأَن فِي الْبِئْر الَّتِي بهَا كنزًا فَفتح لَهُ القيسارية ليستخرج الْكَنْز من الْبِئْر. فَلَمَّا صَار بهَا هُوَ وَولده والحارس أَوْهَمهُ أَنه يحْتَاج إِلَى قِرَاءَة عَزِيمَة وَإِلَى تبخير الْبِئْر حَتَّى يَتَيَسَّر أَخذ الْكَنْز بِإِبْطَال موانعه وَأمره أَن ينْصَرف عَنهُ - هُوَ وَالْولد - إِلَى الْحمام ة ليخلو. بِمَا ذكر. وَترك عِنْده رجلا فِي صُورَة أَنه يُعينهُ على ذَلِك وَكَانَ صانع أقفال فَمضى الحارس وَولد ابْن القماح فَأخذ ابْن القماح فِي فتح مَا على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute