للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاتفقَ أَن الْأُمَرَاء والمماليك الَّذين سجنوا بخزانة الْخَاص من القلعة زرعوا بصلاً فِي قصريتين فخار وسقوه فنجب بصل إِحْدَى القصريتين وَلم ينحب الآخر فَرفعُوا القصرية الَّتِي لم ينحب بصلها فَإِذا هِيَ مثقوبة من أَسْفَلهَا وتحتها حجر يخرج من شقوق مَا بَينه وَبَين حجر آخر هَوَاء ففكوا الطَّاقَة ورفعوه فوجدوا تحتَه خلوا فَمَا زَالُوا حَتَّى اتَّسع وأفضى بهم إِلَى سرداب مَشوا فِيهِ حَتَّى صعدوا الأشرفية من القلعة. وَكَانَ منطاش قد سد بَابهَا الَّذِي ينزل مِنْهُ إِلَى الإسطبل فَعَاد الَّذين مَشوا فِي السرادب وأعلموا أَصْحَابهم فَقَامُوا بأجمعهم - وهم نَحْو الْخَمْسمِائَةِ رجل - وَمَشوا فِيهِ لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي صفر. هَذَا وَقد ترأس عَلَيْهِم الْأَمِير بطا الطولوتمري وحاولوا بَاب الأشرفية حَتَّى فتحوه فثار بهم الحرس الموكلون بِحِفْظ الْبَاب وضربوا مَمْلُوكا يُقَال لَهُ تمربغا قَتَلُوهُ فبادر بطا ليخرج فضربوه ضَرْبَة سقط مِنْهَا إِلَى الأَرْض. ثمَّ قَامَ وَضرب بِقَيْد الرجل صرعه وفر الْبَقِيَّة فَصَرَخَ المماليك صرخة وَاحِدَة وَخَرجُوا وَقد جعلُوا قيودهم سِلَاحا يُقَاتلُون بِهِ وَصَارَ الحرس يصيحون فِي هروبهم تكا يَا مَنْصُور فانتبه الْأَمِير صريتمر فَزعًا وَهُوَ لَا يشك أَن تكا ركب عَلَيْهِ ليأخذه واستخفه الْفَزع فَنزل من الإسطبل وَصَارَ إِلَى بَيت الْأَمِير قطلوبغا الْحَاجِب - وَكَانَ قَرِيبا من الإسطبل فَملك بطا الإسطبل واحتوى على مَا فِيهِ من قماش صراي تمر وأثاثه وَقبض على المنطاشية وَأَفْرج عَن المعوقين بِهِ وَأخذ الْخُيُول الَّتِي كَانَت هُنَاكَ وَأمر فحقت الكوسات حَرْبِيّا من نَحْو ثلث اللَّيْل الأول إِلَى أَن أصبح النَّاس يَوْم الْخَمِيس فَرَمَاهُمْ الْأَمِير تكا من الرفرف وَالْقصر وساعده الْأَمِير مقبل أَمِير سلَاح ودمرداش القَشْتَمُري بيمن مَعَهم. هَذَا وَقد تسامعت المماليك الظَّاهِرِيَّة وَخَرجُوا من كل مَكَان وَلَحِقُوا ببطا وبعثوا بهم! خزانَة شمايل بِالْقَاهِرَةِ وكسروا بَابهَا وأخرجوا من كَانَ فِيهَا من المماليك الظَّاهِرِيَّة واليلبغاوية ويخربهم. وكسروا أَيْضا سجني الديلم والرحبة وأفرجوا عَن المسجونين. فخاف الْأَمِير حُسَيْن بن الكوراني وهرب. وَركب الْأَمِير صراي تمر والأمير قطلوبغا الْحَاجِب فِي جمع لقِتَال بطا وَأَصْحَابه فَنزل إِلَيْهِم وَقَاتلهمْ وَقد اجْتمع مَعَه من الْعَوام خلق كثير لمعاونته فخامر أَكثر من مَعَهُمَا وصاروا إِلَى بطا فانكسرا ودخلا إِلَى مدرسة حسن. فَلَمَّا رأى الْأَمِير تكا جمع بطا يزْدَاد وصُراي تمر قد انْكَسَرَ نزل من القلعة إِلَى الطبلخاناة وَرمى على بطا فَمضى طَائِفَة مِنْهُم وملكوا بَيت قطلوبغا الْحَاجِب ونقبوا مِنْهُ حَتَّى ملكوا الْمدرسَة الأشرفية ورموا على من فِي الطبلخاناة

<<  <  ج: ص:  >  >>