فَانْهَزَمُوا وملكوا الطبلخاناة وحاصروا مدرسة حسن وَكَانَ بهَا طَائِفَة من التركمان أعدهم منطاش لحفظها فسألوا الْأمان لشدَّة الرَّمْي عَلَيْهِم. بمكاحل النفط فَانْهَزَمَ عِنْد ذَلِك من كَانَ على بَاب القلعة من الرُّمَاة فسارت الظَّاهِرِيَّة إِلَى بيُوت الْأُمَرَاء ونهبوها وَالنَّاس فِي الْقَاهِرَة مَعَ هَذَا فِي أَمن لم يَقع بهَا نهب وَلَا شَرّ مَعَ عدم من يحميها. وَلم يمض النَّهَار حَتَّى تجَاوز عدد الظَّاهِرِيَّة الأ! ف وأمدهم نَاصِر الدّين نَاصِر - أستادار منطاش - بِمِائَة ألف دِرْهَم فضَّة وَأذن بطا لناصر الدّين مُحَمَّد بن العادلي أَن يتحدث فِي ولَايَة الْقَاهِرَة فَدَخلَهَا ونادى بالأمان وَالدُّعَاء للْملك الظَّاهِر برقوق فسر النَّاس سيروراً زَائِدا بِزَوَال الدولة المنطاشية. وَفِي بكرَة يَوْم الْجُمُعَة - ثالثه -: سلم الْأَمِير تكا قلعة الْجَبَل إِلَى الْأَمِير سودن النَّائِب. وَفِيه أَقَامَ الْأَمِير بطا منجك المنجكي فِي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن ابْن العادلي فَدَخلَهَا ونادى بالأمان. وَفِيه نزل الْأَمِير سودن النَّائِب من قلعة الْجَبَل وَمَعَهُ تكا ودمرداش القَشْتَمري ومقبل السيفي إِلَى عِنْد الْأَمِير بطا فَقبض عَلَيْهِم وقيدهم. وَبَالغ فِي إكرام الْأَمِير سودن وَبَعثه إِلَى الْأَمِير صُراي تمر فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى كف عَن الرَّمْي. وَنزل هُوَ وقُطلوبُغا الْحَاجِب إِلَيْهِ فتكاثرت الْعَامَّة تُرِيدُ قتَلهما والأمير سودن يمنعهُم من ذَلِك أَشد الْمَنْع فَلم يلتفتوا إِلَيْهِ ورجوهما رجماً مُتَتَابِعًا كَاد يهْلك الْجَمِيع فاحتاجوا إِلَى الرَّمْي بالنشاب عَلَيْهِم وضربهم بِالسُّيُوفِ فَقتل مِنْهُم جمَاعَة. وَصَارَ سودن بهما وبمن كَانَ مَعَهُمَا إِلَى الإسطبل فقيدهما بطا وسجنهما وَأمر بِمن فِي الْمدرسَة من الْمُقَاتلَة فأنزلوا كلهم وأذهب الله الدولة المنطاشية من مصر. وَركب الْأَمِير سودن النَّائِب وَعبر إِلَى الْقَاهِرَة والمنادي بَين يَدَيْهِ يُنَادي بالأمان والاطمئنان وَالدُّعَاء للسُّلْطَان الْملك الظَّاهِر. وَبعث إِلَى خطباء الْجَوَامِع فدعوا فِي خطة الْجُمُعَة. وَفِيه أفرج الْأَمِير بطا عَن الْخَلِيفَة المخلوع زَكَرِيَّا وَالشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الركراكي الْمَالِكِي وَسَائِر من كَانَ بالفلعة من المسجونين وتتبع المنطاشية. وَفِيه قدم أَحْمد بن شكير الْخَلِيل وأشاع فِي الْقَاهِرَة أَن الْملك الظَّاهِر قادم إِلَى الْقَاهِرَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute