وَقدم أَيْضا جلبان العيسوي الخاصكي وَأخْبر برحيل الْملك الظَّاهِر من غَزَّة يَوْم الْخَمِيس ثَانِي صفر فدقت البشائر وتخلق الظَّاهِرِيَّة بالزعفران. وَكتب بطا إِلَى السُّلْطَان يُخبرهُ بِمَا اتّفق لَهُم وَأَنَّهُمْ ملكوا ديار مصر وَأَقَامُوا الْخطْبَة باسمه واستولوا على القلعة والإسطبل وقبضوا على سَائِر الْأُمَرَاء المنطاشية. وبعثوا بِهِ الشريف عنان بن مغامس وَمَعَهُ أقبغا الطولو تمري الْمَعْرُوف باللكاش - أحد المماليك الظَّاهِرِيَّة - فسارا لَيْلَة السبت رابعه. وَفِيه اسْتَقر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن ليلى فِي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن منجك فَنزل الْقَاهِرَة بخلعته ونادى بالأمان وَالدُّعَاء للْملك الظَّاهِر وَكتب بطا إِلَى وُلَاة الْأَعْمَال بإحضار المنطاشية والإفراج عَن الظَّاهِرِيَّة وتجهيزهم إِلَى قلعة الْجَبَل. وَفِيه طلب الْأَمِير حُسَيْن بن الكوراني إِلَى الإسطبل. فَلَمَّا حضر أَرَادَ المماليك الظَّاهِرِيَّة قَتله لقبيح مَا فعله فيهم فشفع فِيهِ الْأَمِير سودن النَّائِب. وَفِيه قبض على ألطبغا الطازي كاشف الجيزية وَقَيده وَاسْتقر الْأَمِير مبارك شاه عوضه. وَفِي خامسه: خلع بطا على الْأَمِير حُسَيْن بن الكوراني وأعيد إِلَى ولَايَة الْقَاهِرَة وَأمره أَن يحصل المنطاشية كَمَا حصل الظَّاهِرِيَّة فَنَادَى: من أحضر مَمْلُوكا من الأشرفية أَو من مماليك منطاش فَلهُ كَذَا. وَفِيه قبض بطا على الْأَمِير قطلوبغا اللالا والأمير بيدمر شاد الْقصر والأمير بوري صهر منطاش والأمير صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن تنكز وسجنهم بالقلعة. وَفِيه حُصنت القلعة والإسطبل ومدرسة حسن ومدرسة الْأَشْرَف تحصيناً زَائِدا ورتب الرُّمَاة والمقاتلة والنفطية حَتَّى ظن النَّاس أَن بطا يمْنَع الْملك الظَّاهِر من القلعة وَكثر الْكَلَام فِي هَذَا. وَفِيه أَمر الْأَمِير بطا فَخر الدّين بن مكانس نَاظر الدولة بِعَمَل السماط بالإسطبل فَصَارَت الْأُمَرَاء والمماليك بأجمعهم تحضر السماط فِي كل يَوْم عِنْد الْأَمِير بطا ورتب لَهُم على الدولة اللحوم وَغَيرهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute