للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفي هَذَا الشَّهْر: وَقع وباء فِي الْبَقر حَتَّى أبيعت الْبَقَرَة بِعشْرين بعد مَا كَانَت تبَاع بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم. ثمَّ فحش الْمَوْت فِيهِنَّ فأبيعت الْبَقَرَة بِخَمْسَة دَرَاهِم وَترك النَّاس أكل لحم الْبَقر استقذاراً لَهُ. وَعم الوباء فِي الْبَقر أَرض مصر كلهَا ففنى مِنْهَا مَا لَا يَقع عَلَيْهِ حصر. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس شَوَّال: اسْتَقر نَاصِر الدّين مُحَمَّد الضاني فِي ولَايَة منفلوط وعزل على بن غَلْبَك. وَفِي سابعه: اسْتَقر أَحْمد الأرغوني فِي ولَايَة دمياط وعزل أَبُو بكر بن بدر. وَفِي ثامن شَوَّال: اسْتَقر القَاضِي بدر الدّين الأقفهسي فِي نظر الدولة وعزل ابْن شيخ. وَاسْتقر نَاصِر الدّين مُؤمن فِي ولَايَة قليوب وعزل قطلوبغا الصفوي. وَاسْتقر عَلَاء الدّين على الطشملاقي وَالِي قطيا. وعزل حسام الدّين حسن المؤمني أَمِير آخور. وَفِيه أنعم على الشريف عَليّ بن عجلَان أَمِير مَكَّة بِأَرْبَعِينَ فرسا وَعشرَة مماليك من الأتراك وَثَلَاثَة آلَاف أردب قمحاً وَألف أردب شَعِيرًا وَألف أردب فولاً وَحمل على فرش بقماش ذهب ورسم لَهُ أَن يستخدم مائَة فَارس من التّرْك يسير بهم إِلَى مَكَّة. وَفِيه قبض على تَاج الدّين بن كحل وَسلم لشاد الدواويِن على مَال يحملهُ. وَفِي خَامِس عاشره: عزل شيخ الشُّيُوخ الْمَعْرُوف بشيخ الْإِسْلَام أصلم بن نظام الدّين الْأَصْفَهَانِي وَسلم لشاد الدَّوَاوِين على حمل مِائَتي ألف دِرْهَم. وَذَلِكَ أَن السُّلْطَان لما اخْتَلَّ أمره بحركة الْأَمِير يلبغا الناصري ومسيره إِلَى الْقَاهِرَة همَّ الْملك الظَّاهِر بالهرب وَأعْطى شيخ الشُّيُوخ هَذَا خَمْسَة آلَاف دِينَار وواعده أَن ينزل إِلَيْهِ ويختفي عِنْده فَلم يِف لَهُ بذلك وغيب عَنهُ فاختفي السُّلْطَان عِنْد أبي يزِيد كَمَا ذكر. فَلَمَّا عَاد إِلَى الْملك طلب مِنْهُ الْخَمْسَة آلَاف دِينَار على لِسَان الدوادار فَقَالَ تَصَدَّقت بهَا على الْفُقَرَاء. فَلَمَّا ألح الدوادار فِي مُطَالبَته قَالَ: أعلم السُّلْطَان أَنِّي أجمع الْفُقَرَاء من الزوايا والربط وألزمهم بِإِعَادَة مَا تَصَدَّقت بِهِ عَلَيْهِم وَأَقُول لَهُم إِن لسلطان قد عَاد فِي صدقته فَإِنَّهُ لم يدْفع هَذَا المالل إِلَيّ إِلَّا لأتصدق بِهِ لَا أَنه وَدِيعَة عِنْدِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>