للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَيت أَلِي باي وخربوه ونهبوا دَار الْأَمِير يلبغا الْمَجْنُون وخربوها. وَأما أَلِي باي فَإِنَّهُ لما تفرق عَنهُ أَصْحَابه اختفي فِي مستوقد حمام فَقبض عَلَيْهِ وَحمل إِلَى السُّلْطَان فقيده وسجنه بقاعة الْفضة من القلعة. فَلَمَّا أصبح نَهَار الْأَحَد نزع الْعَسْكَر آلَة الْحَرْب وَتَفَرَّقُوا وعصر أَلِي باي فَلم يقر على أحد. وأحضر يلبغا الْمَجْنُون فحلِف أَنه لم يُوَافقهُ وَلَا علم بِشَيْء من خَبره وَأَنه كَانَ مَعَ الْوَزير بِمصْر. فَلَمَّا أشيع خبر ركُوب أَلِي باي لحق يلبغا الْمَجْنُون بداره وَلبس لِيُقَاتل مَعَ السُّلْطَان وبرأه أَلِي باي أَيْضا فأفرج عَنهُ وأخلع عَلَيْهِ. وَنزل إِلَى دَاره فَلم يجد بهَا شَيْئا وَقد نُهبت جَمِيع أَمْوَاله وسلبت جواريه وفرت امْرَأَته ابْنة الْملك الْأَشْرَف شعْبَان وَأخذ رُخَام دَاره وأبوابها وَأكْثر أخشابها وتشعثت تشعثاً قبيحاً. وَفِيه قدم الْبَرِيد بِأَن أَوْلَاد ابْن بزدغان من التركمان اقْتَتَلُوا مَعَ القَاضِي برهَان الدّين أَحْمد صَاحب سيواس فَقتل فِي الْحَرْب وَقَامَ من بعده ابْنه بِمَدِينَة سيواس ومنعها من التركمان. وَكَانَ من خَبره أَن الْأَمِير عُثْمَان بن قرايلك التركماني خَالف عَلَيْهِ وَمنع مَا كَانَ يحملهُ إِلَيْهِ من التقادم فَلم يكترث بِهِ القَاضِي برهَان الدّين لِأَنَّهُ من أقل أمرائه. وَصَارَ قرايلوك يتَرَدَّد إِلَى أماسية وأرزبخان فاتفق أَنه قصد مصيفاً بِالْقربِ من مَدِينَة سيواس وَمر عَلَيْهَا وَبهَا القَاضِي برهَان الدّين فشق ذَلِك عَلَيْهِ وَركب عجلاً وسَاق فِي طلبه وَتقدم عسكره حَتَّى أقبل اللَّيْل فَمَال عَلَيْهِ قرايلوك بجماعته فَأَخذه قبضا بِاللَّيْلِ ثمَّ قَتله وحاصر سيواس فَمَنعه أَهلهَا وقاتلوه أَشد الْقِتَال وَكَتَبُوا إِلَى أبي يزِيد بن عُثْمَان أَن يدركهم فَسَار إِلَيْهِم وَمضى قرايلوك إِلَى تيمور لنك وَفِي حادي عشرينه: جلس السُّلْطَان بدار الْعدْل على الْعَادة وعصر أَلِي باي فَلم يعْتَرف على أحد وَإِذا بهجة عَظِيمَة قَامَت فِي النَّاس فَلبس الْعَسْكَر ووقفوا تَحت القلعة

<<  <  ج: ص:  >  >>