للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقد غلقت أَبْوَابهَا. وَكَثُرت الإشاعة بِأَن يلبغا الْمَجْنُون وأقبغا اللكاش قد خامرا على السُّلْطَان وَلم يكن الْأَمر كَذَلِك فَركب اللكاش إِلَى القلعة. وَكَانَ الْمَجْنُون فِي بَيت أَمِير فرج الْحلَبِي بِالْقَاهِرَةِ فَلَمَّا بلغه هَذَا ركب مَعَه أَمِير فرج ليعلم السُّلْطَان بِأَنَّهُ كَانَ فِي دَاره بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى يبرأ مِمَّا رمي بِهِ فصارا مَعَ الْأُمَرَاء بالقلعة عِنْد السُّلْطَان وَأمر السُّلْطَان بقلع السِّلَاح وَنزل كل أحد إِلَى دَاره فَانْفَضُّوا وَسكن الْأَمر وَنُودِيَ بالأمان فَفتح النَّاس الْأَسْوَاق واطمأنوا. وَفِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرينه: عذب أَلِي باي بَين يَدي السُّلْطَان عذَابا شَدِيدا كسرت فِيهِ رِجْلَاهُ وَركبَتَاهُ وَخسف صَدره فَلم يقر على أحد فَأخذ إِلَى الْخَارِج وخنق فَتَنَكَّرت الْأُمَرَاء وَكثر خوفهم من السُّلْطَان خشيَة من أَن يكون أَلِي باي ذكر أَحداً مِنْهُم. وَمن حينئذٍ فسد أَمر السُّلْطَان مَعَ مماليكه فَلم ينصلح إِلَى أَن مَاتَ ولخوفه مِنْهُم لم ينزل بعد ذَلِك من القلعة. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء: نُودي بالأمان وَأمر يلبغا الْمَجْنُون أَن ينْفق فِي المماليك السُّلْطَانِيَّة فَأعْطى الْأَعْيَان مِنْهُم خَمْسمِائَة دِرْهَم لكل وَاحِد مِنْهُم فَلم يرضهم ذَلِك وَكَثُرت الإشاعات الردية وَقَوي الإرجاف فَنقل الْأُمَرَاء مَا فِي دُورهمْ إِلَى الْقَاهِرَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرينه وَبَاتُوا لَيْلَة الْخَمِيس على تخوف وَلم تفتح الْأَسْوَاق يَوْم الْخَمِيس فَنُوديَ بالأمان وَالْبيع وَالشِّرَاء وَلَا يتحدث أحد فِيمَا لَا يعنيه. وَفِيه اسْتَقر مقبل الظَّاهِرِيّ وَالِي قليوب فِي ولَايَة الفيوم عوض عَن قراجا مفرق وَاسْتقر فِي ولَايَة قليوب مُحَمَّد بن قرابغا وأنعم على الْأَمِير أَرُسْطاي من خواجا على بتقديمه أَلِي باي وَاسْتقر رَأس نوبَة. وأنعم على تمان تمر الناصري بطبلخاناه أرسطاي. وَفِي سادس عشرينه: نزل الْأَمِير فَارس حَاجِب الْحجاب والأمير تمربغا المنجكي الْحَاجِب وقبضا على الْأَمِير يلبغا الْمَجْنُون الأستادار من دَاره وبعثاه فِي النّيل إِلَى دمياط. وَطلب الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سنقر البكجري وخلع عَلَيْهِ للأستادارية عوضا عَن يلبغا الْمَجْنُون بإمرة خمسين فَارِسًا. وَفِيه قدم مُحَمَّد بن مبارك المنقار بن المهمندار بهدية. وَفِيه أنعم على الْأَمِير بكتمر رَأس نوبَة بتقدمة يلبغا الْمَجْنُون. وَفِي يَوْم السبت ثَالِث ذِي الْحجَّة: خلع على اثْنَيْنِ رُؤُوس نوب صغَار وهما الْأَمِير طولو والأمير سودن الظريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>