للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الفرنج فَخرج إِلَيْهِ فِي نَحْو ثَلَاثمِائَة فَارس من أجناد طرابلس فَتبين لَهُ أَنه من الْمُسلمين فَقَاتلهُمْ على سَاحل الْبَحْر حَتَّى هَزَمَهُمْ إِلَى برج أيتمش فَأصْبح الَّذين أَتَتْهُم الملطفات نادوا فِي الْعَامَّة بجهاد نَائِب الْغَيْبَة نصْرَة لِابْنِ بهادر. وأفتاهم فُقَهَاء الْبَلَد بذلك. ونهبت دَار نَائِب الْغَيْبَة وخطب خطيب الْبَلَد بذلك فتسرعت الْعَامَّة إِلَى النهب فَانْهَزَمَ نَائِب الْغَيْبَة إِلَى حماة وَأعلم الْأَمِير تنم بذلك فَبعث بالأمير صرق على عَسْكَر إِلَى طرابلس فقاتله أَهلهَا قتالاً شَدِيدا مُدَّة تِسْعَة أَيَّام ودفعوه عَنْهَا. وَفِي أثْنَاء ذَلِك ورد على الْأَمِير تنم خبر وَاقعَة الْأَمِير أيتمش وَأَنه وصل إِلَى غَزَّة وَنزل بدار النِّيَابَة فَأذن بِدُخُولِهِ وَمن مَعَه إِلَى دمشق وَرجع من حماة بالعساكر وَقد عجز عَنْهَا فَدخل دمشق فِي خَامِس عشرينه وَأرْسل يُونُس الرماح نَائِب طرابلس فِي عسكره وَمن انْضَمَّ إِلَيْهِ من أُمَرَاء دمشق وهم: ألجي بغا الْحَاجِب وخضر الكريمي فِي طَائِفَة إِلَى طرابلس فَدَخَلُوا وَانْهَزَمَ ابْن بهادر إِلَى الْبَحْر فَرَكبهُ وَمَعَهُ القَاضِي شرف الدّين مَسْعُود الشَّافِعِي قَاضِي طرابلس يُرِيدُونَ الْقَاهِرَة. وَنهب يُونُس الرماح أَمْوَال النَّاس كَافَّة وَفعل مَا لَا تَفْعَلهُ الْكفَّار. وَقتل نَحْو الْعشْرين رجلا من المعروفين مِنْهُم الشَّيْخ الْمُفْتِي جمال الدّين بن النابلسي الشَّافِعِي والخطيب شرف الدّين مَحْمُود والمحدث القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن الْأَذْرَعِيّ الْمَالِكِي وَالْقَاضِي شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ وموفق الدّين الْحَنْبَلِيّ. وَقتل من الْعَامَّة مَا يُقَارب الْألف وصادر النَّاس مصادرة كَبِيرَة وَأخذ أَمْوَالهم. وَكَانَت هَذِه الكائنة فِي الْخَامِس عشر مِنْهُ. وَفِي سادس عشره: عرض السُّلْطَان الْملك النَّاصِر المماليك ففقد مِنْهُم مائَة وَثَلَاثِينَ انْهَزمُوا مَعَ أيتمش. وَفِيه قبض على الْأَمِير بكتمر جلق وتنكر بغا الحططي رَأس نوبَة وقرمان المنجكي وكمشبغا الخضري وخضر بن عمر بن بكتمر الساقي وعَلى بن بلاط الفخري وأسنبغا المحمدي وَمُحَمّد بن يُونُس النوروزي وألجبغا السلطاني وأرغون السيفي وَأحمد بن أرغون شاه الأشرفي وناصر الدّين مُحَمَّد بن على بن كلفت نقيب الْجَيْش وألطنبغا الخليلي وسجنوا. ثمَّ أفرج عَن قرمان وخضر وَابْن يُونُس وَابْن كلفت وألطنبغا وَحمل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة مِنْهُم مقبل الرُّومِي وبكتمر جلق والحططي وَابْن بلاط وأسنبغا وألجبغا وأرغون وَأحمد بن أرغون شاه. وَتَأَخر وَفِيه استدعي السُّلْطَان الْأَمِير سودون أَمِير أخور والأمير تمراز من الْإسْكَنْدَريَّة والأمير نوروز من دمياط فسارت القصاد لإحضارهم. وَفِي سَابِع عشره: اسْتَقر موفق الدّين أَحْمد بن قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين نصر الله

<<  <  ج: ص:  >  >>