للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حضر فِي تِلْكَ اللَّيْلَة عدَّة من التمرية للطاعة وأخبروا بنزول تمر على الْبِقَاع العزيزي فلتكونوا على حذر فَإِن تمر كثير الْحِيَل وَالْمَكْر فدقت البشائر بقلعة الْجَبَل ثَلَاثَة أَيَّام. وَفِي خَامِس عشرينه: قدم الْبَرِيد من السُّلْطَان فاستدعي الْأَمِير تمراز شيخ الْإِسْلَام البُلْقِينِيّ وَولده جلال الدّين عبد الرَّحْمَن قَاضِي الْعَسْكَر وَمن تَأَخّر بِالْقَاهِرَةِ من الْأَعْيَان وَقُرِئَ عَلَيْهِم كتاب السُّلْطَان بِأَنَّهُ قدم إِلَى دمشق فِي سادسه وواقع طَائِفَة من الْعَسْكَر فِي ثامنه أَصْحَاب تمرلنك وَأَن مرزه شاه بن تمر وصهره نور الدّين قتلا. وَقتل قرايلك بن طرالي التركماني وَأَن السُّلْطَان حُسَيْن بهادر - رَأس ميسرَة تمرلنك وَابْن بنته - حضر إِلَى الطَّاعَة فِي ثَالِث عشره وَمَعَهُ جمَاعَة كَبِيرَة فَخلع عَلَيْهِ وأركب فرسا بسرج وكنفوش من ذهب وَأنزل دَار الضِّيَافَة بِدِمَشْق وَأَن تمر نَازل تَحت جبل الثَّلج وَقد أرسل فِي طلب الصُّلْح مرَارًا فَلم نجبه لِأَنَّهُ بَقِي فِي قبضتنا وَنحن نطاول مَعَه الْأَمر حَتَّى يُرْسل إِلَيْنَا الْأُمَرَاء الْمَقْبُوض عَلَيْهِم وَمَا أَخذه من حلب وَغَيرهَا. وَأَن الْأَمِير نعير دخل فِي الطَّاعَة وَقدم إِلَى عذراء وَضمير. وَأَن الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ توجه إِلَى الأغوار وَجمع خلقا كثيرا مِنْهُم عِيسَى بن فضل أَمِير آل عَليّ وَبني مهْدي وعرب حَارِثَة وَابْن القان والغزاوي فصدفوا من التمرية زِيَادَة على ألفي فَارس فقاتلوهم وَقتلُوا أَكْثَرهم وَأخذُوا مِنْهُم ذَهَبا ولؤلؤاً كَبِيرا. وَأَنه قد مَاتَ من أَصْحَاب تمر بالبرد أَكثر من ثَلَاثَة آلَاف نفس. وَقُرِئَ أَيْضا كتاب آخر بِأَن الْأَمِير يلبغا السالمي لَا يحكم إِلَّا فِيمَا يتَعَلَّق بالاستادارية خَاصَّة وَلَا يحكم فِي شَيْء مِمَّا كَانَ يحكم فِيهِ بَين الأخصام مِمَّا يتَعَلَّق بالأمور الشَّرْعِيَّة وَمَا يتَعَلَّق بالأمراء والحجاب وَأَن الْحَاكِم فِي هَذِه الْأَشْيَاء الْأَمِير تمراز نَائِب الْغَيْبَة. وَسبب هَذَا أَن السالمي - لما مَاتَ قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين يُوسُف الْمَلْطِي فِي تَاسِع عشر ربيع الآخر - كتب إِلَى السُّلْطَان يسْأَل فِي الْإِذْن لَهُ بالتحدث فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَكتب إِلَيْهِ بِهِ فَأَقَامَ لَهُ نَقِيبًا كنقباء الْقُضَاة وَحكم بَين النَّاس فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة فشق هَذَا على تمراز وَكَاتب السُّلْطَان فِي إبِْطَال هَذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>