فَكتب إِلَيْهِ بذلك. وَلما قرئَ على من حضر نُودي بِالْقَاهِرَةِ ومصر أَن من وقف ليلبغا السالمي فِي شكوى عُوقِبَ وَمن كَانَت لَهُ ظلامة أَو شكوى أَو أَخذ مِنْهُ السالمي شَيْء فَعَلَيهِ بالأمير الْكَبِير تمراز. ودقت البشائر أَيْضا بالقلعة. وَفِي سَابِع عشرينه: استدعي الْأَمِير تمراز شمس الدّين مُحَمَّد البرقي الْحَنَفِيّ - أحد موقعي قُضَاة الْحَنَفِيَّة - وتحدث مَعَه فِي أَمر السالمي فَكتب محضراً بقوادح فِي السالمي وَكتب فِيهِ جمَاعَة. وَبلغ ذَلِك السالمي وَكَانَ قد خرج من الْقَاهِرَة فَحَضَرَ يَوْم الْأَحَد سلخه إِلَى عِنْد الْأَمِير تمراز وتفاوضا مُفَاوَضَة كَبِيرَة آلت إِلَى أَن أصلح بَينهمَا الْأَمِير مبارك شاه الْحَاجِب والأمير بيسق أَمِير أخور. وَعَاد السالمي إِلَى منزله وَطلب البرقي وضربه عريا ضربا مبرحاً وَأمر بِهِ أَن يشهر كَذَلِك فَقَامَ النَّاس وشفعوا فِيهِ حَتَّى رده من الْبَاب وَطلب جمَاعَة من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وضربهم وشهرهم ونادي عَلَيْهِم هَذَا جَزَاء من يُخَالف الشَّرْع الشريف. وَطلب دوادار وَإِلَى الْقَاهِرَة وضربه لكَونه نَادَى بِمَا تقدم ذكره فِي حَقه فهرب الْوَالِي إِلَى بَيت تمراز واحتمي بِهِ خوفًا على نَفسه. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي أَوله خلع الْأَمِير تمراز على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن ليلى بِولَايَة مصر. فَلَمَّا حضر إِلَى السالمي نزع عَنهُ الخلعة وضربه عُريَانا وشهره وَهُوَ يُنَادي عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يَلِي من عِنْد غير الأستادار وَمن يَلِي بالبراطيل فأدركه أحد مماليك تمراز وَسَار بِهِ إِلَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ مَضْرُوبا اشْتَدَّ حنقه وعزم على الرّكُوب للحرب فَمَا زَالَ بِهِ من حضر حَتَّى أمسك عَن إِقَامَة الْحَرْب. واشتدت الْعَدَاوَة بَينهمَا. وَفِيه قدم من أخبر باخْتلَاف الْأُمَرَاء على السُّلْطَان وَعوده إِلَى مصر فَكثر خوض النَّاس فِي الحَدِيث وَكَانَ من خبر السُّلْطَان أَن تمرلنك بعث إِلَيْهِ وَإِلَى الْأُمَرَاء فِي طلب الصُّلْح وإرسال أطلمش من أَصْحَابه وَأَنه يبْعَث من عِنْده من الْأُمَرَاء والمماليك فَلم يجب إِلَى ذَلِك. وَكَانَت الْحَرْب بَين أَصْحَاب تمر وَطَائِفَة من عَسَاكِر السُّلْطَان فِي يَوْم السبت ثامن جُمَادَى الأولى كَمَا تقدم. ثمَّ كَانَت الْحَرْب ثَانِيًا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عاشره. وَفِي كل ذَلِك يبْعَث تمرلنك فِي طلب الصُّلْح فَلَا يُجَاب. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشره: اختفي من الْأُمَرَاء والمماليك السُّلْطَانِيَّة جمَاعَة مِنْهُم الْأَمِير سودن الطيار والأمير قاني باي العلاي وجمق أحد الْأُمَرَاء. وَمن الخاصكية يشبك العثماني وقمج الحافظي وبرسبغا الدوادار وطرباي فِي آخَرين فَوَقع الِاخْتِلَاف عِنْد ذَلِك بَين الْأُمَرَاء. وأتاهم الْخَبَر بِأَن الْجَمَاعَة قد توجهوا إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute