قَامَ لَهُ بِمَا يَلِيق بِهِ. وَأعلم الْأَمِير يشبك بِهِ فخفي على أهل الدولة مَكَانَهُ وَلم يعبأوا بِهِ. وَأخذ ابْن غراب يدبر فِي الْقَبْض على الْأَمِير أينال بيه فَلم يتم لَهُ ذَلِك فَلَمَّا تمادت الْأَيَّام قرر مَعَ الطَّائِفَة الَّتِي كَانَت فِي الشَّام من الْأُمَرَاء وهم: يشبك وقطلو بغا الكركي وسودن الحمزاوي فِي آخَرين أَنه يخرج إِلَيْهِم السُّلْطَان ويعيدوه إِلَى الْملك لينفردوا بتدبير الْأُمُور. وَذَلِكَ أَن الْأَمِير بيبرس الأتابك قويت شوكته على يشبك وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَيَأْكُل على سماطه فعز عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه ذَلِك فَمَا هُوَ إِلَّا أَن أعلمهم ابْن غراب بالْخبر وافقوه على ذَلِك وواعد بَعضهم بَعْضًا. فَلَمَّا استحكم أَمرهم برز النَّاصِر نصف لَيْلَة السبت خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة من بَيت ابْن غراب. وَنزل بدار الْأَمِير سودن الحمزاوي واستدعى النَّاس فَأتوهُ من كل جِهَة. وَركب وَعَلِيهِ سلاحه. وَابْن غراب إِلَى جَانِبه وَقصد القلعة فناوشه من تَأَخّر عَنهُ من الْأُمَرَاء قَلِيلا ثمَّ فروا فَملك السُّلْطَان القلعة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute