وترجف الْعَامَّة بِأَن عَددهمْ أَضْعَاف ذَلِك وشبهتهم أَن الحوانيت الْمعدة لإِطْلَاق الْأَمْوَات أحد عشر حانوتاً فِي كل حَانُوت نَحْو الْخمسين تَابُوت مَا مِنْهَا تَابُوت إِلَّا ويتردد إِلَى الترب كل يَوْم ثَلَاث مَرَّات وَأكْثر مَعَ كَثْرَة ازدحام النَّاس عَلَيْهَا وَعز وجودهَا فَيكون على هَذَا عدَّة من يَمُوت لَا يقصر عَن ألف وَخَمْسمِائة فِي الْيَوْم سوى من لَا يرد اسْمه الدِّيوَان من مرضى المارستان وَمن يطْرَح على الطرقات وغالب من يَمُوت الشَّبَاب وَالنِّسَاء. وَمَات بِمَدِينَة منوف الْعليا أَرْبَعَة آلَاف وَأَرْبَعمِائَة إِنْسَان كَانَ يَمُوت بهَا فِي كل يَوْم مائَة وَأَرْبَعُونَ نَفرا. وَاتفقَ فِي هَذَا الشَّهْر أَنه كَانَ لبَعض الْأُمَرَاء صَاحب من فُقَرَاء الْعَجم وَكَانَ لَهُ أَيْضا ولد صَغِير كيس فَكَانَ الْفَقِير يحب ذَلِك الصَّغِير وَيكثر أَن يَقُول: لَو مَاتَ هَذَا الصَّغِير لمت من الأسف عَلَيْهِ فَقدر الله موت الصَّغِير فَمَا فرغوا من غسله حَتَّى مَاتَ الْفَقِير فَسَارُوا بالجنازتين مَعًا ودفنا متجاورين. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الْأَحَد: فِي سادس عشره: اسْتَقر فِي حسبَة الْقَاهِرَة تَاج الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ عرف بِابْن المكللة ربيب ابْن جمَاعَة وعزل الطَّوِيل. وَفِي رَابِع عشرينه: أُعِيد ابْن شعْبَان إِلَى الْحِسْبَة وعزل ربيب بن جمَاعَة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر الموتان فِي النَّاس وَعز وجود الْبِطِّيخ الصيفي من كَثْرَة طلبه للمرضى. فبيعت بطيخة بِمِائَتي دِرْهَم وَسبعين درهما.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute