وَاتفقَ أَن المغاربة انْضَمَّ إِلَيْهِم فِي عودهم من مَكَّة حَاج الْإسْكَنْدَريَّة وغزة والقدس فنهبوا جَمِيعًا وَنزل بالمغاربة بلَاء كَبِير. وَفِي حادي عشرينه: برز الْأَمِير يشبك الأتابك والأمير تغري بردى والأمير بيغوت والأمير سودن بقجة فِي عدَّة أُمَرَاء إِلَى الريدانية فأقاموا إِلَى لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشرينه ورحلوا. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشرينه: سَار السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل فِي آخر الثَّانِيَة بطالع الْأسد وَنزل بمخيمه من خَارج الْقَاهِرَة تجاه مَسْجِد تبر وَقد بلغت النَّفَقَة على المماليك إِلَى مائَة ألف دِينَار وَثَمَانِينَ ألف دِينَار وَبَلغت عدَّة الأغنام الَّتِي سيقت مَعَه عشرَة آلَاف رَأس من الضَّأْن وتقرر عليق خيوله وجماله - لخاصه ومماليكه - فِي كل يَوْم ألفا وَخَمْسمِائة أردب خَارِجا عَن عليق الْأُمَرَاء وَغَيرهم من أهل الدولة. وَبلغ راتب لَحْمه الْمَطْبُوخ بمطابخه فِي كل يَوْم إِلَى أَلفَيْنِ ومائه رَطْل. وَأما الشَّام فَإِن دمشق بيد الْأَمِير نوروز وَقد خرج مِنْهَا لقِتَال الْأَمِير شيخ فخيم على عقبَة يلبغا من نصف ذِي الْحجَّة ثمَّ نزل شقحب وَأخذ فِي الْإِرْسَال إِلَى السُّلْطَان ليسأله الْأمان. وَدخل بِمن مَعَه إِلَى دمشق فِي ثَالِث الْمحرم بَعْدَمَا غَابَ سِتَّة عشر يَوْمًا بشقحب ثمَّ بعث الْأَمِير بكتمر شلق فِي ثامنه إِلَى الْجِهَة الغربية فِي طلب أَصْحَاب شيخ فَلم يظفر بهم وَعَاد من الْغَد. ثمَّ خرج جمَاعَة من الْأُمَرَاء فِي حادي عشره مِنْهُم جمق وسلامش وقرمشي وسودن اليوسفي ثمَّ عَادوا فِي نصفه بِغَيْر طائل. فَخرج الْأَمِير نوروز إِلَى المزة وَعَاد بالأمراء الْمَذْكُورين وَبعث طَائِفَة إِلَى الْبِقَاع كل ذَلِك فِي طلب أَصْحَاب شيخ فَلم ينل سهم الْقَصْد وَعَاد إِلَى طلب الصُّلْح وَترك الْحَرْب حَتَّى يكتبا مَعًا إِلَى السُّلْطَان فَمَا يرسم بِهِ يمتثل وَرغب نوروز إِلَى شيخ فِي الْمُوَافقَة وَترك الْخلاف وَأَنه يتَوَجَّه من دمشق إِلَى حلب وَيتْرك دمشق لشيخ على أَنه يسْتَقرّ فِي نِيَابَة حلب وأكد على شيخ أَن يكْتب إِلَى السُّلْطَان فِي ذَلِك وَبعث فِي الرسَالَة جمَاعَة من قُضَاة دمشق وأعيانها فِي أول صفر وَقد نزل شيخ على بحيرة قدس وَقدم الْخَبَر من الْغَد بِأَنَّهُ عازم على التَّوَجُّه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute