للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بردى نَائِب صفد وجانم نَائِب طرابلس والأمير يلبغا الناصري فِي طَائِفَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة فَقدم الْخَبَر بِدُخُول الْجَمَاعَة إِلَى الْقَاهِرَة وخروجهم مِنْهَا مُتَوَجّه فِي تَاسِع عشره أقبغا دوادار الْأَمِير يشبك - وَهُوَ من جملَة أُمَرَاء العشرات - إِلَى الْقَاهِرَة وَمَعَهُ التشاريف إِلَى أُمَرَاء مصر وأمراء الْعَسْكَر لشكرهم وَالثنَاء عَلَيْهِم. هَذَا وَقد وشي إِلَى السُّلْطَان بِأَن الْأَمِير طوغان الدوادار والأمير بكتمر جلق قصراً فِي أَمر أَعدَاء السُّلْطَان وَأَنه لم يكن بَينهم وَبَين الْأَعْدَاء فِي مُدَّة السّفر إِلَّا نَحْو بريد وَاحِد وَلَو أَرَادَا لأخذا الْأَعْدَاء فَأسر السُّلْطَان ذَلِك فِي نَفسه وحقده عَلَيْهِمَا وَلم يَسعهُ إِلَّا مجاملتهما والإغضاء عَن هَذَا. وَفِي تَاسِع عشرينه: قدم الْأَمِير قرقماس نَائِب حلب إِلَى دمشق باستدعاء فَأكْرمه السُّلْطَان وأنعم عَلَيْهِ. وَأما حلب فَإِن قرقماس هَذَا كَانَ قد سَار مِنْهَا لمحاربة أَوْلَاد ابْن بيشان فِي حادي عشره وَكتب إِلَى أَوْلَاد ابْن كبك وَإِلَى كردِي بن كندر بملاقاته فَمضى عَن حلب يَوْمًا وَلَيْلَة وأوقع ببيوت أَوْلَاد ابْن بيشان فِيمَا بَين مرعش وكينوك فقاتلوه قتالاً شَدِيدا قتل فِيهِ مِنْهُم نَحْو مِائَتي رجل وانكسر من بَقِي فَأَتَاهُ أَوْلَاد بن كبك فِي أَخُو الْقِتَال بِنَحْوِ مِائَتي فَارس فَرمى أيدغمش بن كبك بِسَهْم فِي صَدره خرج من قَفاهُ فَمَاتَ وجرح أَخُوهُ حُسَيْن بن كبك فِي وَجهه. ثمَّ سَار نَائِب حلب إِلَى عينتاب وَقبض على حُسَيْن ابْن كبك وأعيان أَصْحَابه وقيدهم وبعثهم إِلَى حلب ومشي على بُيُوتهم وسَاق أعيانهم وَرجع فَلَمَّا وصل حُسَيْن بن كبك قَرِيبا من أعزاز أدْركهُ تركمانه واستنقذوه - وَمن أسر مَعَه - ومضوا بهم فَلم يقدر عَلَيْهِم وَقدم قرقماس إِلَى حلب وجهز مِمَّا أَخذه من الأغنام أَرْبَعَة آلَاف رَأس إِلَى مطابخ السُّلْطَان وَسَار من حلب فِي تَاسِع عشره يُرِيد دمشق فَقَدمهَا وَمَعَهُ صَغِير لَهُ من الْعُمر نَحْو خمس سِنِين اسْمه حسن ابْن السُّلْطَان أَحْمد بن أويس فرت بِهِ مرضعته من بَغْدَاد. وَقدم أَيْضا اسفنديار قَاصد قرايلك. وَورد الْخَبَر بِأَن الْأَمِير سلمَان بن عُثْمَان حصر أَخَاهُ جلبي بِبِلَاد أفلاق وَأَن أَخَاهُ مُحَمَّد كرشجي ولى ابْنه مُرَاد الْبِلَاد الرومية وَأَن ابْن قرمان حاصر بِلَاد ابْن كريمان وأحرقها وَأَن دلغادر منع من الزَّرْع بأبلستين. شهر شَوَّال أَوله الِاثْنَيْنِ: فِيهِ دقَّتْ البشائر بقلعة دمشق لأخذ قلعة صرخد.

<<  <  ج: ص:  >  >>