وَفِيه تتبعت الْحمير بِدِمَشْق وَأخذت من الْبَسَاتِين وَسَائِر الْمَوَاضِع لتحمل عَلَيْهَا الْأَمْتِعَة للسَّفر فَنزل بِالنَّاسِ من هَذَا ضَرَر كَبِير. وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشره: خسف جرم الْقَمَر كُله. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء هَذَا: ركب السُّلْطَان من دَار السَّعَادَة إِلَى الغوطة فكبس عقرباء ونهبها على أَن الْأَمِير شيخ قد اختفى بهَا فَلم يُوجد وَتبين كذب مَا قيل وَحل بِأَهْل النَّاحِيَة بلَاء عَظِيم. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشره: خرج السُّلْطَان من دمشق وَنزل بقبة يلبغا وَتَبعهُ من بَقِي مَعَه من الْعَسْكَر فَبَاتَ بمخيمه واستقل بِالْمَسِيرِ من الْغَد يُرِيد الكرك وَعَاد الْأَمِير بكتمر جلق نَائِب وَفِي سادس عشرينه: ورد الْخَبَر بِأَن الْأَمِير شيخ نزل من قلعة الكرك وَعبر الْحمام بِالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ الْأَمِير قنباي المحمدي والأمير سودن بقجة وَطَائِفَة يسيرَة فبادر شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس حَاجِب الكرك إِلَيْهِ وَمَعَهُ جمع كَبِير من أهل الْبَلَد واقتحموا الْحمام ليقتلوه فسبقهم بعض المماليك وَأعله بهم فَنَهَضَ وَلبس ثِيَابه ووقف فِي مسلخ الْحمام عِنْد الْبَاب وَمَعَهُ أَصْحَابه فَدفع عَن نَفسه وَقَاتل الْقَوْم حَتَّى أدْركهُ الْأَمِير نوروز وَمَعَهُ بَقِيَّة عسكره وهزموهم فَأصَاب الْأَمِير شيخ بهم غَار فِي بدنه وَخرج مِنْهُ دم كثير كَاد يَأْتِي على نَفسه وَحمل إِلَى قلعة الكرك فَأَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام لَا يعقل وَهُوَ فِي غيبَة عَن حسه. وَقتل فِي وقْعَة الْحمام الْأَمِير سودن بقجة وَحمل الْأَمِير نوروز على حَاجِب الكرك. وَقتل مِمَّن مَعَه جمَاعَة. وَفِي سلخه: ألزم بكتمر نَائِب الشَّام قُضَاة دمشق بِحمْل عشرَة قراقل وألزم تجارها بِعشْرَة أُخْرَى. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثرت الْفِتَن بَين التركمان وخربوا قرى كَثِيرَة بِبِلَاد حلب. وَفِيه قدم رسل ابْن عُثْمَان متملك الرّوم إِلَى حلب. وَفِيه خَالف أقبغا شَيْطَان - أحد أَصْحَاب الْأَمِير شيخ - عَلَيْهِ وَسَار من قلعة المرقب فِي عشْرين رجلا وَقدم حلب منتمياً إِلَى طَاعَة السُّلْطَان وَفِيه تنكر سودن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute