يتَعَلَّق بالسلطة وَأَن يسلما قلعة الكرك ومدينتها للسُّلْطَان وَيسلم الْأَمِير شيخ قلعة صرخد وقلعة صهيون للسُّلْطَان وَحلف الْجَمِيع للسُّلْطَان على الْوَفَاء لَهُ بِمَا ذكر وَالْإِقَامَة على طَاعَته. ثمَّ رَحل السُّلْطَان عَن الكرك يُرِيد الْقُدس بِمن مَعَه وَتوجه الْأَمِير تغري بردى نَائِب الشَّام إِلَى جِهَة دمشق فَأَقَامَ السُّلْطَان بالقدس خَمْسَة أَيَّام وَسَار يُرِيد الْقَاهِرَة فَقدم دوادار الْأَمِير تغري بردى إِلَى دمشق متسلماً لَهَا فِي ثامن عشرينه وَنزل بدار السَّعَادَة فَكَانَت مُدَّة الْأَمِير بكتمر جلق بِدِمَشْق بعد رحيل السُّلْطَان مِنْهَا إِلَى الكرك سَبْعَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَكَانَت مدَّته فِي النِّيَابَة الأولى عشْرين يَوْمًا. وَفِي هَذَا الشَّهْر ذِي الْحجَّة: فَشَا الطَّاعُون بِدِمَشْق وضواحيها. وَكَانَ فِي أول هَذَا الْعَام وباء بِبِلَاد فلسطين وحوران وعجلون ونابلس وطرابلس فَمَاتَ خلق كثير جدا وانحلت الأسعار بديار مصر فِي آخر هَذِه السّنة فأبيع الأردب الْقَمْح بِمِائَة وَثَلَاثِينَ فَمَا دونهَا والأردب الشّعير بِثَمَانِينَ درهما فَمَا دونهَا والأردب الفول بِمِائَة فَمَا دونهَا. هَذَا وَالدِّينَار الأفرنتي بِمِائَتي دِرْهَم من الْفُلُوس والمثقال الهرجة بِمِائَتي دِرْهَم وَعشْرين درهما وَالدِّينَار الناصري - وَهُوَ على وزن الأفرنتي - بِمِائَتي دِرْهَم الدِّينَار وَبَطل الدِّينَار السالمي الَّذِي ضربه الْأَمِير يلبغا السالمي فِي أَيَّام ولَايَته وَكَانَ يتعامل بِهِ عددا بِهِ فَمِنْهُ مَا زنته مِثْقَال وَمِنْه مَا زنته نصف مِثْقَال وَربع مِثْقَال وَعَلِيهِ سكَّة أهل الْإِسْلَام فَاسْتَحْسَنَهُ النَّاس وراج بَينهم فَأَرَادَ السُّلْطَان أَن يكون لَهُ اسْم فِي ذَلِك فجدد ضرب الدِّينَار الناصري على وزن الأفرنتي وَأكْثر من ضربه فراج كرواج الأفرنتي وَقل السالمي فِي أَيدي النَّاس لَكِن دخل الْغِشّ فِي الناصري والأفرنتي فَصَارَ مَا ذكرنَا بأيدي النَّاس من الذَّهَب شَيْء يُقَال لَهُ خَارج الدَّار وَهُوَ يعْمل بِغَيْر دَار الضَّرْب افتئاتا على السُّلْطَان وَينْقص سعره قَلِيلا وَشَيْء يُقَال لَهُ التركي وَهُوَ دِينَار من بِلَاد الفرنج وسعره أقل من سعر الأفرنتي ودينار آخر يُقَال لَهُ المغربي يجلب من بِلَاد الْمغرب عَلَيْهِ سكَّة أهل الْإِسْلَام ودينار من ضرب الْإسْكَنْدَريَّة وَأما الْفُلُوس فَإِنَّهَا النَّقْد الرائج بديار مصر كلهَا حاضرتها وريفها إِلَيْهَا حسب أَثمَان المبيعات كلهَا وقيم الْأَعْمَال بأجمعها ويتعامل بهَا كَمَا قَرَّرَهُ السالمي وزنا على أَن كل رَطْل مصري مِنْهَا بِسِتَّة دَرَاهِم وَبَلغت الْفضة النقرة الَّتِي لم تغش بِثَلَاثَة عشر درهما من الْفُلُوس زنة كل دِرْهَم مِنْهَا وَقلت الْفضة الكاملية فَلم تكد تُوجد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute