للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقضي حَقه من السَّلَام. ثمَّ جَاءَ إِلَى دَار السَّعَادَة فَركب الْأَمِير شيخ وأتى إِلَى الْبَلَد وَنزل بدار القرماني وَنزل الْأَمِير نوروز بدار فرج بن منجك بَعْدَمَا ركب إِلَى النَّائِب وَسلم عَلَيْهِ. وَفِي تاسعه: نزل السُّلْطَان بقطيا وسرح الطَّائِر إِلَى قلعة الْجَبَل بِأَنَّهُ يقدم يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشره فتأهب النَّاس إِلَى لِقَائِه وَخَرجُوا إِلَيْهِ فَنزل بكرَة يَوْم الْأَرْبَعَاء بتربة وَالِده السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر خَارج بَاب النَّصْر وخلع على الْخَلِيفَة والقضاة والأمراء وَسَائِر أَرْبَاب الْوَظَائِف وخلع على شمس الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب وولاه حسبَة الْقَاهِرَة وعزل ابْن الدَّمِيرِيّ وخلع على مُحَمَّد بن النجار. وعزل ابْن الْهوى من حسبَة مصر وَقبض عَلَيْهِ ليحضر مَا خَلفه أَبوهُ من المَال. وَصعد إِلَى قلعة الْجَبَل فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَفِي سَابِع عشره: سَار الْأَمِير شيخ من دمشق إِلَى حلب بَعْدَمَا قضى أشغاله فَخرج الْأَمِير تغري بردى مَعَه ليوادعه حَتَّى نزل بسطح المزة ثمَّ خرج الْأَمِير نوروز فَنزل بالمزة أَيْضا واستقلا بِالْمَسِيرِ فِي غده وَكَانَ الْأَمِير شيخ قد بعث متسلمه إِلَى حلب وَهُوَ مَمْلُوكه قنباي فَقَدمهَا فِي ثَالِث عشره فَخرج الْأَمِير قرقماش ابْن أخي دمرداش من حلب وخيم بظاهرها ثمَّ سَار من غده يُرِيد صفد. وَفِي حادي عشرينه: خلع السُّلْطَان على زين الدّين حاجي التركماني الْحَنَفِيّ قَاضِي الْعَسْكَر وَأحد أَئِمَّة السُّلْطَان وولاه مشيخة التربة الظَّاهِرِيَّة برقوق خَارج بَاب النَّصْر وعزل عَنْهَا صدر الدّين أَحْمد بن جمال الدّين مَحْمُود القيصري - الْمَعْرُوف بِابْن العجمي - من أجل أَنه ودع عِنْده قبل سَفَره عشرَة آلَاف دِينَار فأنفقها كلهَا فِي مأكل وملابس وَحج مِنْهَا فَقبض عَلَيْهِ السُّلْطَان وَطلب مِنْهُ المَال فَبَاعَ مَا اشْتَرَاهُ مِنْهُ وَأورد بعضه وَعجز عَن الْبَعْض فَتَركه لَهُ. وَفِي رَابِع عشرينه: وصل الْأَمِير بكتمر جلق من الشَّام فَركب السُّلْطَان وتلقاه وَألبسهُ تَشْرِيفًا سنياً وخلع على الْأَمِير الْكَبِير تمرتاش تَشْرِيفًا بِنَظَر المارستان المنصوري على الْعَادة وَعبر السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة من بَاب النَّصْر وهما بتشريفهما بَين يَدَيْهِ حَتَّى مر بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا الْأَمِير جمال الدّين يُوسُف الأستادار برحبة بَاب الْعِيد نزل إِلَيْهَا وَصلى بهَا ثمَّ ركب مِنْهَا. وَذَلِكَ أَن جمال الدّين لما قتل فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقبض السُّلْطَان على أَمْوَاله حسن أعداؤه للسُّلْطَان أَن يهدم هَذِه الْمدرسَة وَيَأْخُذ رخامها فَإِنَّهُ فِي غَايَة الْحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>