للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِيهِ أَمر السُّلْطَان بهدم مدرسة السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن قلاوون الَّتِي تجاه الطبلخاناه فَوَقع الْهدم فِيهَا وَكَانَت من أعظم بِنَاء رَأَيْنَاهُ وَعمر بأحجارها فِي مَوَاضِع بالقلعة وَأمر أَيْضا بهدم الدّور الَّتِي كَانَت ملاصقة لسور القلعة مَا بَين الصوة وَتَحْت الطبلخاناه إِلَى قريب بَاب القرافة فهدمت وَصَارَت خرابا موحشة وتشتت سكانها وتمزقوا وألسنتهم وَفِي ثَانِيه: ختم على جَمِيع حواصل الْقَاهِرَة الَّتِي يتَوَهَّم أَن فِيهَا فُلُوسًا لتؤخذ فَلَمَّا كَانَ فِي رَابِع عشرينه رسم لقَاضِي الْقُضَاة مجد الدّين سَالم الْحَنْبَلِيّ أَن يتَوَجَّه مَعَ الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن الطبلاوي مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة وَبَعض ممالك السُّلْطَان وَعبد الرَّحْمَن بن فَيْرُوز الصَّيْرَفِي إِلَى الحواصل الْمَخْتُوم عَلَيْهَا وَأخذ مَا فِيهَا من الْفُلُوس وتعويض أَرْبَابهَا عَن ذَلِك ذَهَبا ناصرياً من حِسَاب كل دِينَار بِمِائَتي دِرْهَم وَكَانَ صرفه يَوْمئِذٍ بِمِائَة وَتِسْعين. فَمَضَوْا لذَلِك وفتحوا الحواصل فِي غيبَة أَرْبَابهَا وَأخذُوا نَحْو خَمْسمِائَة قفة فُلُوسًا كل قفة سِتّمائَة دِرْهَم بِثَلَاثَة دَنَانِير ناصرية. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اشتدت الْعقُوبَة على أقَارِب الْأَمِير جمال الدّين الأستادار ثمَّ خنق أَحْمد ابْن أُخْته وَأحمد ابْنه وَحَمْزَة بن أُخْته فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشره. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أخذت عَسَاكِر قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد بَغْدَاد بعد حصارها نَحْو عشرَة أشهر وهم بِبَغْدَاد يشيعون أَن السُّلْطَان أَحْمد بن أويس قد وصل إِلَيْهِم مختفياً وتبرز المراسيم عَن أمره ويخرجونه أَحْيَانًا فيكبسون عَسْكَر قرا يُوسُف وَيَأْخُذُونَ مَا قدرُوا عَلَيْهِ ثمَّ أشاعوا خُرُوجه غَدا وزينوا الْمَدِينَة. فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل اجْتمع عَسْكَرهمْ وَسَارُوا نَحْو تستر بأجمعهم فَدَخلَهَا أَصْحَاب قرا يُوسُف مَعَ وَلَده شاه مُحَمَّد ونهبوها وَقتلُوا بهَا جمَاعَة. واستمرت بَغْدَاد وَفِيه كتب السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير شيخ يعتبه على مَا وَقع مِنْهُ ويحذره ويخوفه ويأمره أَن يُجهز إِلَيْهِ يشبك العثماني وَبرد بك وقنباي الخازندار محتفظاً بهم وَيُرْسل سودن الجلب إِلَى دمشق أَو صفد ليَكُون من جملَة الْأُمَرَاء بهَا. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الْأَحَد: فِي أَوله: قدم كتاب السُّلْطَان إِلَى دمشق بعمارة القلعة وَالْمَدينَة فَنُوديَ بذلك. وَفِي رابعه: وصل إِلَى دمشق حَرِيم الْأَمِير تغري بردى وَأَوْلَاده من الْقَاهِرَة وَفِي هَذَا الشَّهْر فَارق الْأَمِير برد بك - نَائِب حماة - الْأَمِير نوروز وَسَار عَنهُ من طرابلس فَقدم دمشق فَأكْرمه الْأَمِير تغري بردى وَكتب يعلم السُّلْطَان بِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>