للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدّين عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر وناظر الْجَيْش بدر الدّين حسن بن نصر الله. وَكَانَ النَّاصِر أَمرهم أَن يقفوا على حِدة. فَذكر لَهُم كَاتب السِّرّ أَن الرَّأْي أَن يتَوَجَّه إِلَى صفد فَإِذا انتصر السُّلْطَان أتيناه فَأبى وَكَانَ هَذَا من سوء تَدْبيره أَيْضا فَإِن الْقَوْم إزدادوا بالخليفة وَمن ذكرنَا قُوَّة إِلَى قوتهم وبهم تمّ لَهُم الْأَمر وَأَحَاطُوا أَيْضا بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعَ النَّاصِر من مَال وخيول وجمال وَغير ذَلِك مَا عدا الأثقال الَّتِي تَركهَا بحسيا فَإِنَّهَا عَادَتْ إِلَى دمشق فِي ثَانِي عشره قبل الْوَقْعَة بِيَوْم فَمَا غربت الشَّمْس حَتَّى صَار الْقَوْم من الْخَوْف إِلَى الْأَمْن وَمن الذل إِلَى الْعِزّ فَتقدم شهَاب الدّين أَحْمد بن حسن بن الْأَذْرَعِيّ - إِمَام الْأَمِير شيخ - وَصلى بهم الْمغرب فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولى بعد الْفَاتِحَة بِصَوْتِهِ الشجي واذْكُرُوا إِذْ أَنْتُم قَلِيل مستضعفون فِي الأَرْض تخافون أَن يتخطفكم النَّاس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطَّيِّبَات لَعَلَّكُمْ تشكرون فَوَقَعت قِرَاءَة هَذِه الْآيَة أحسن موقع بمناسبة الْحَال. وَبَاتُوا بمخيماتهم لَيْلَة الثُّلَاثَاء وَأَصْبحُوا لَيْسَ فيهم وَاحِد ينقاد لآخر فينادي الْأَمِير شيخ بِأَنَّهُ الْأَمِير الْكَبِير ويرسم بِمَا شَاءَ وينادي الْأَمِير نور بِأَنَّهُ الْأَمِير الْكَبِير ويرسم بِمَا شَاءَ وينادي بكتمر جلق بِأَنَّهُ الْأَمِير الْكَبِير ويرسم بِمَا شَاءَ وَأخذ الْأَمِير سودن تلِي المحمدي بِيَدِهِ الإصطبل السلطاني وحواه لنَفسِهِ فَبعث الأميران شيخ ونوروز إِلَى كَاتب السِّرّ فأحضراه إِلَيْهِمَا فِي خلْوَة وبالغا فِي إكرامه وأراداه أَن يكْتب بِمَا جرى إِلَى الديار المصرية وَيعلم الْأُمَرَاء بِهِ فَقَالَ لَهما من السُّلْطَان الَّذِي يكْتب عَنهُ فَأَطْرَقَ كل مِنْهُمَا رَأسه سَاعَة ثمَّ قَالَ ابْن أستاذنا مَا هُوَ هُنَا حَتَّى نسلطنه يُريدَان الْأَمِير فرج بن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرج. فَلَمَّا رأى انقطاعهما قَالَ: الرَّأْي أَن يتَقَدَّم كل مِنْكُمَا إِلَى موقعه بِأَن يكْتب عَنهُ إِلَى أُمَرَاء مصر كتابا بِصُورَة الْحَال وَيَأْمُر بِحِفْظ القلعة وَالْمَدينَة حَتَّى يقدم عَلَيْهِم ويعدهم بِالْخَيرِ ثمَّ يكْتب الْخَلِيفَة أَمِير الْمُؤمنِينَ عَنهُ كتابا إِلَى الْأُمَرَاء بِصُورَة الْحَال وَيَأْمُرهُمْ بامتثال مَا تضمنه كتابيكما. فَوَقع هَذَا الرَّأْي مِنْهُمَا الْموقع الْجيد وَكتب كل مِنْهُمَا كتابا وَكتب الْخَلِيفَة كَذَلِك. وَندب قجقار القردمي بِحمْل الْكتب وجهز إِلَى الْقَاهِرَة فَمضى إِلَيْهَا من يَوْمه. وَنُودِيَ بالرحيل فَرَحل الْعَسْكَر يُرِيدُونَ دمشق فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشره وَلَيْسَ عِنْدهم من السُّلْطَان علم وَكَانَ السُّلْطَان قد قدم دمشق آخر لَيْلَة الْأَرْبَعَاء فِي ثَلَاثَة نفر وَنزل بالقلعة وَأصْبح النَّاس فِي اضْطِرَاب. فاستدعى الْقُضَاة والأعيان وَوَعدهمْ بِكُل خَيْبَر وحثهم على نصرته وَالْقِيَام مَعَه ورغبهم فِيمَا لَدَيْهِ فانقادوا لَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>