للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقووا قلبه وشجعوه فَأخذ فِي تَدْبِير أُمُوره وتلاحقت بِهِ عساكره شَيْئا بعد شَيْء. وَقدم عَلَيْهِ الْأَمِير دمرداش لمحمدي عصر يَوْم الْخَمِيس فولاه سادس عشره نِيَابَة الشَّام عوضا عَن الْأَمِير تغري بردى وَقد مَاتَ فِي هَذَا الْيَوْم. ثمَّ قدم الْأَمِير أرغون أَمِير أخور والأمير سنقر وَبَقِيَّة من تَأَخّر من عَسْكَر السُّلْطَان. وَأخذ السُّلْطَان فِي الاستعداد فَأخْرج الْأَمْوَال وصبها بَين يَدَيْهِ ظَاهِرَة. ودعا النَّاس إِلَى الْقيام بنصرته فَأَتَاهُ جمع كَبِير من التركمان وَغَيرهم فَكتب أَسْمَاءَهُم وَأنْفق فيهم وقواهم بِالسِّلَاحِ وَأنزل كل طَائِفَة فِي مَوضِع لحفظه. فَكَانَت عدَّة من استنجده من المشاة زِيَادَة على ألف رجل قد أجلسوا فَوق سقائف الحوانيت وَأَعْلَى الْحِيطَان. وَجمع العساكر المصرية والشامية وقواها وَأنْفق فِيهَا. وحصن القلعة بالمجانيق ومدافع النفط الْكِبَار وبالمكاحل وَجعل بَين كل شرفتين من شرفات سور الْمَدِينَة جنوية وَمن وَرَائِهَا الرُّمَاة بِالسِّهَامِ والجروخ والمدافع والأسهم الخطائية. وَنصب على كل برج من أبراج السُّور شيطانياً يرْمى بِهِ الْحِجَارَة. وَرفع الجسور عَن الْخَنَادِق وأتقن تحصين القلعة بِحَيْثُ لم يبْق سَبِيل إِلَى التَّوَصُّل لَهَا بِالْقُوَّةِ. وَفِيه ولي السُّلْطَان الْأَمِير نكباي الْحَاجِب نِيَابَة حماة. وَفِيه وَكتب قَاضِي الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام جلال الدّين أَبُو الْفضل عبد الرَّحْمَن بن البُلْقِينِيّ وَمَعَهُ بَقِيَّة قُضَاة مصر ودمشق وَجَمَاعَة من أَرْبَاب الدولة وَنُودِيَ بَين أَيْديهم بأسواق دمشق عَن لِسَان السُّلْطَان أَنه قد أبطل المكوس وأزال الْمَظَالِم فَادعوا لَهُ. فقوي ميل الشاميين إِلَيْهِ وتعصبوا لَهُ وَصَارَ أَكْثَرهم من حزبه وفريقه. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشره: ورد الْخَبَر بنزول الْأُمَرَاء سعسع فقوي الاستعداد. وَفِي بكرَة يَوْم السبت ثامن عشره: نزل الْأُمَرَاء على قبَّة يلبغا خَارج دمشق فندب السُّلْطَان إِلَيْهِم عسكراً توجهوا إِلَى القبيبات فبرز لَهُم الْأَمِير سودن تلِي المحمدي والأمير سودن الجلب فَاقْتَتلُوا حَتَّى تقهقر السُّلْطَانِيَّة مِنْهُم مرَّتَيْنِ ثمَّ انْصَرف الْفَرِيقَانِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>