للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شاد الشربخاناة وَكَانَ مِمَّن قبض عَلَيْهِ فِي وقْعَة اللجون ووسطه من أحل أَنه كَانَ يتَوَلَّى ذبح المماليك الظَّاهِرِيَّة ليل قَتلهمْ السُّلْطَان بقلعة الْجَبَل. ووسط أَيْضا الْأَمِير بلاط أَمِير علم وَكَانَ مِمَّن قبض عَلَيْهِ أَيْضا. وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشرينه: خلع الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه الْملك النَّاصِر من الْملك فَكَانَت مدَّته فِي السلطنة مُنْذُ مَاتَ أَبوهُ الْملك الظَّاهِر وَجلسَ بعده على سَرِير الْملك إِلَى أَن خلع بأَخيه السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور عبد الْعَزِيز سِتّ سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا. وَمُدَّة سلطنته الثَّانِيَة من حِين وثب على أَخِيه عبد الْعَزِيز إِلَى أَن خلعه الْخَلِيفَة أَمِير الْمُؤمنِينَ سِتّ سِنِين وَعشرَة أشهر سَوَاء. فَجَمِيع مُدَّة سلطته ثَلَاث عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا. الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بن مُحَمَّد المتَوَكل على الله أبي عبد الله العباسي اجْتمع عَلَيْهِ الْأُمَرَاء وَبَايَعُوهُ خَارج دمشق فِي آخر السَّاعَة الْخَامِسَة من نَهَار السبت الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر الله الْمحرم الْحَرَام سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة والطالع برج الْأسد. وَسبب ذَلِك أَنه خرج صُحْبَة الْملك النَّاصِر فرج من الْقَاهِرَة إِلَى الشَّام عِنْد سَفَره إِلَيْهَا كَمَا جرت الْعَادة بِهِ. فَلَمَّا وافى اللجون لِيُقَاتل الْأُمَرَاء أوقف الْخَلِيفَة نَاحيَة وأوقف مَعَه كَاتب السِّرّ ورفقاءه من المباشرين. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن نزلُوا وصلوا صَلَاة الْعَصْر إِذْ انهزم النَّاصِر فَأَشَارَ كَاتب السِّرّ حِينَئِذٍ على الْخَلِيفَة أَن ينشر علمه الْأسود يُرِيد بذلك أَن يصيروا فِي حمايته خشيَة من معرة العساكر. فعندما نشر الْعلم وعاينه الْأُمَرَاء تباشروا بِالْفَتْح. وَفِي ذَلِك الْوَقْت جَاءَ صَلَاح الدّين خَلِيل بن الكوير صَاحب ديوَان الْأَمِير شيخ وشهاب الدّين أَحْمد الصَّفَدِي فِي طَائِفَة من الْعَسْكَر فَأخذُوا الْخَلِيفَة وَمن مَعَه وَأتوا بهم إِلَى الْأُمَرَاء فأجلوا مقدم الْخَلِيفَة وأنزلوه وَمن مَعَه عِنْد الْأَمِير طوغان الدوادار. فَلم يزل عِنْده حَتَّى نزلُوا ظَاهر دمشق فاستدعى الأميران شيخ وَنور وَكَاتب السِّرّ فتح الله - وَقد بَلغهُمْ أَن النَّاصِر قد صَار فِي قلعة دمشق وحصنها وَأعد لَهُم - واستشاراه فِيمَا يعملاه فَقَالَ لَهما: مَا هَكَذَا يُقَاتل السُّلْطَان. وَذكر لَهما مَا هم فِيهِ من الِافْتِرَاق وَعدم الانقياد إِلَى وَاحِد مِنْهُم وَأَن كلا من الْأُمَرَاء يرى أَنه الْأَمِير الْكَبِير وَهَذَا أَمر لابد فِيهِ من إِقَامَة وَاحِد ترجع الْأُمُور كلهَا إِلَيْهِ وتصدر عَنهُ. فَأَطْرَقَ كل مِنْهُمَا سَاعَة ثمَّ رفع رَأسه وَقَالَ: ابْن أستاذنا مَا هُوَ حَاضر هُنَا حَتَّى نسلطه

<<  <  ج: ص:  >  >>