للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْأَحَد سادس عشرينه: قدم حَاج دمشق مَعَ الْأَمِير مُؤمن فأوقفهم الْأَمِير شيخ عِنْد جَامع كريم الدّين وَبعث كل طَائِفَة إِلَى جِهَة قَصدهَا من الْبَلَد ومنعهم أَن يمروا تَحت القلعة وَأنزل الْمحمل بِجَامِع كريم الدّين حَيْثُ كَانَ الشهابان أَحْمد الباعوني وَأحمد بن الحسباني نازلين بِمن مَعَهُمَا من فُقَهَاء دمشق وأتباعهما. وَفِيه مَاتَ الْأَمِير سكب الدوادار وَكَانَ مِمَّن خامر على النَّاصِر وَصَارَ فِي جملَة أَصْحَاب الْأَمِير شيخ من حِين وقْعَة اللجون فَأَتَاهُ سهم فِي ركبته أَتَى عَلَيْهِ. وَفِي سَابِع عشرينه: خلع أَمِير الْمُؤمنِينَ على شهَاب الدّين أَحْمد الباعوني وَاسْتقر بِهِ فِي الْقَضَاء بديار مصر عوضا عَن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين بن البُلْقِينِيّ. وخلع أَيْضا على شهَاب الدّين أَحْمد بن الحسباني وَاسْتقر بِهِ فِي قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق عوضا عَن الأخناي. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سلخه: اشْتَدَّ الْقِتَال من جِهَة الْأَمِير شيخ قَرِيبا من بَاب الْجَابِيَة - وَمن جِهَة الْأَمِير نوروز قَرِيبا من بَاب الفراديس فكثرت الْجِرَاحَات وَمَات جمَاعَة. وَأما الْقَاهِرَة فَإِن مبشري الْحَاج تَأَخّر وصولهم إِلَى ثامنه. وَقدم فِي تَاسِع عشره الْخَبَر بمخامرة الْأُمَرَاء وقدوم السُّلْطَان دمشق ثمَّ مسيره مِنْهَا يُرِيد أعداءه وَتَأَخر قدوم الْحَاج عَن الْعَادة فَلم يصل إِلَى سادس عشرينه وَخرج هَذَا الشَّهْر والإرجاف بِالْقَاهِرَةِ كثير وَقد استعد الْأَمِير أسنبغا الزردكاش فحصن قلعة الْجَبَل وشحنها بالغلال والزاد ووسط الْأَمِير قنباي قريب شهر صفر أَوله الْجُمُعَة: فِيهِ مَاتَ يشبك العثماني خَارج دمشق من سهم أَصَابَهُ فِي أمسه فصلى عَلَيْهِ الْأَمِير شيخ. وَفِيه خلع السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بِدِمَشْق على فَخر الدّين ماجد - الْمَعْرُوف بِابْن المزوق - نَاظر الإسطبل وَاسْتقر بِهِ فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن فتح الدّين فتح الله. وَقبض على مَا كَانَ لفتح الله بِدِمَشْق من خيل وجمال فَكَانَ هَذَا أَيْضا مِمَّا أعَان بِهِ على نَفسه فَإِنَّهُ تَأَكد بذلك بعد مَا بَينه وَبَين فتح الله وكشف لَهُ عَن قناعه وحسر عَن ساعد الْجد ودبر عَلَيْهِ بمكايده وحيله حَتَّى هدم مَا رسخ من ملكه وَنقض مَا ثَبت من أكيد سُلْطَانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>