للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه أسلم الأسعد النَّصْرَانِي خَازِنًا وَكَانَ كَاتب الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج الأستادار وَذَلِكَ بَعْدَمَا حفظ جُزْءا من الْقُرْآن الْكَرِيم وشدا طرفا من النَّحْو فتسمى بعد إِسْلَامه بمحب الدّين مُحَمَّد. وَفِي عشرينه: اسْتَقل السُّلْطَان بِالْمَسِيرِ من عين مباركة وَنزل قنسرين وَأعَاد مِنْهَا الْأَمِير يشبك نَائِب حلب إِلَيْهَا بَعْدَمَا خلع عَلَيْهِ ثمَّ سَار وَنزل حماة بكرَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرينه. ورحل عَنْهَا من الْغَد وَنزل حمص ورحل عَنْهَا عَشِيَّة الْجُمُعَة سادس عشرينه. شهر رَمَضَان الْمُعظم أَوله الثُّلَاثَاء: فِي بكرَة يَوْم الْخَمِيس ثالثه: دخل السُّلْطَان دمشق وَنزل بقلعتها وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَنُودِيَ فِي النَّاس بالأمان والاطمئنان. وَفِي سابعه: قبض على الْأَمِير أقباي نَائِب الشَّام وَقيد وسجن بقلعة دمشق وَسبب ذَلِك أَن السُّلْطَان اشْتَرَاهُ صَغِيرا بألفي دِرْهَم ورباه ثمَّ عمله خازنداراً ثمَّ نَقله فِي أَيَّام سلطنته إِلَى أَن صَار من الْأُمَرَاء وَولي داوداراً كَبِيرا ثمَّ ولاه نِيَابَة حلب وَهُوَ مجبول على طبيعة الْكبر يحدث نَفسه - كلما انْتهى إِلَى غَايَة - بِأَعْلَى مِنْهَا فآوي جمَاعَة من مماليك قانباي بعد قَتله وعدة من العصاة فأشيع عَنهُ الْخُرُوج عَن الطَّاعَة فَلَمَّا بلغه ذَلِك بَادر إِلَى التَّوَجُّه إِلَى الْقَاهِرَة وَقدم على السُّلْطَان بَغْتَة كَمَا سبق فِيمَا سبق فتنكر السُّلْطَان لَهُ وأسرها فِي نَفسه وولاه نِيَابَة الشَّام وَكَانَ الجاليش قد نصب وَفرقت نفقات السّفر فَظن أَن يصل قبل ذَلِك فيثني عزم السُّلْطَان عَن السّفر بعده كَمَا شرح فوشى بِهِ دواداره الْأَمِير شاهين الأرغون شاوي إِلَى السُّلْطَان فِي جمَاعَة من أُمَرَاء دمشق وَقد ذكرُوا للسُّلْطَان إِنَّه يسير إِذا مرض السُّلْطَان أَو عاوده ألم رجله وَأَنه استخدم جمَاعَة من أَعدَاء الدولة وَأَن حركاته كلهَا تدل على أَنه يطْلب فَوق مَا هُوَ فِيهِ وَأَنه يعاني غير مَا تعانيه النواب وَأَنه يكثر سماطه وجنايبه وهجنه إِذا ركب فِي الموكب وَنَحْو ذَلِك إِلَى أَن كَانَ يَوْم تَارِيخه الْتفت السُّلْطَان إِلَيْهِ بِحَضْرَة الْأُمَرَاء وَسَأَلَهُ عَن المماليك المستخدمين عِنْده وَعدد لَهُ من استجده من العصاة الَّذين كَانُوا مَعَ قانباي وَغَيره وَأنكر عَلَيْهِ تَركه إمْسَاك جمَاعَة رسم لَهُ بمسكهم وَكَونه قدم إِلَى مصر بَغْتَة وَأَشْيَاء من هَذَا الْجِنْس وَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أَشَارَ إِلَى الْأَمِير تنبك ميق أَمِير أخور كَبِير باستقراره فِي نِيَابَة الشَّام فَامْتنعَ من ذَلِك سَاعَة طَوِيلَة ثمَّ أذعن وَلبس التشريف وَقبل الأَرْض على الْعَادة. وَفِيه استدعى السُّلْطَان الْأَمِير قجقار القردمي نَائِب حلب - كَانَ - وأنعم عَلَيْهِ بإمرة الْأَمِير تنبك ميق.

<<  <  ج: ص:  >  >>