للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جلال الدّين إِلَى الْقَاهِرَة فِي ثامنه وَنزل السُّلْطَان على خانكاه سرياقوس فِي يَوْم الْجُمُعَة تاسعه فَأَقَامَ إِلَى يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشره ثمَّ رَحل وَنزل خَارج الْقَاهِرَة فَبَاتَ وَركب يَوْم الْخَمِيس من الريدانية فِي أمرائه وعساكره وَعبر من بَاب النَّصْر وَولده الْأَمِير صارم الدّين إِبْرَاهِيم يحمل الْقبَّة على رَأسه فترجل المماليك وَمَشوا من دَاخل بَاب النَّصْر وَبَقِي الْأُمَرَاء ركاباً ببعد من السُّلْطَان وَعَلَيْهِم - وعَلى قُضَاة الْقُضَاة وَسَائِر أَرْبَاب الدولة - التشاريف وَفِي جُمْلَتهمْ الْخَلِيفَة المعتضد بِاللَّه فَمر كَذَلِك إِلَى الْجَامِع المؤيدي وَنزل بِهِ وَقد زينت الْقَاهِرَة وأشعلت بحوانيتها الْقَنَادِيل والشموع فَأكل السُّلْطَان سماطاً عبأه لَهُ الْأَمِير فَخر الدّين ثمَّ ركب إِلَى قلعة الْجَبَل ودخلها من بَاب السِّرّ رَاكِبًا بشعار الْملك حَتَّى دخل من بَاب الستارة وَهُوَ على فرسه إِلَى قاعة العواميد فَنزل عَن فرسه على فرَاشه بحافة الإيوان وَقد تَلقاهُ حرمه فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشره: خلع على الْأَمِير طوغان وَاسْتقر أَمِير أخور كَبِير. مَكَان الْأَمِير تنبك العلاي - وَيُقَال لَهُ ميق - المتنقل إِلَى نِيَابَة الشَّام وخلع على الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا المرقبي نَائِب قلعة حلب وَاسْتقر حَاجِب الْحجاب وعَلى الْأَمِير فجقار القردمي وَاسْتقر أَمِير سلَاح على عَادَته قبل نِيَابَة حلب وعَلى الْأَمِير فَخر الدّين بن أبي الْفرج خلعة الِاسْتِمْرَار وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشرينه: خرج محمل الْحَاج إِلَى الريدانية خَارج الْقَاهِرَة مَعَ الْأَمِير بشبك الدوادار الثَّانِي أحد الطبلخاناه وَحصل فِي الْجمال شَيْء يستغرب وَهُوَ أَن الْعَادة غلو سعر الْجمال عِنْد سفر الْحَاج لطلبها فمنذ قدم السُّلْطَان من الشَّام انحط سعرها لِكَثْرَة مَا جَاءَ بِهِ الْعَسْكَر مِنْهَا حَتَّى أبيع الْجمل الَّذِي كَانَ ثمنه أَرْبَعِينَ دِينَارا بِخَمْسَة عشر دِينَارا. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرينه: سرح السُّلْطَان إِلَى بر الجيزة لصيد الكركي

<<  <  ج: ص:  >  >>