وَفِي ثَالِث عشرينه: نُودي بِالْقَاهِرَةِ أَن جَمِيع الباعة من الجبانين والطباخين والخبازين واللحامين وَنَحْوهم يحمل كل وَاحِد مِنْهُم عشرَة مسارج إِلَى بولاق لتعرض على الْأَمِير التَّاج فشرعوا فِي تَحْصِيل المسارج وَحملُوهَا إِلَى الْأَمِير تَاج الدّين الشويكي. وَفِيه قدم محمل الْحَاج الْأَرْبَعَاء. وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشرينه: كَانَ الوقيد ببر منبابة بَين يَدي السُّلْطَان وَذَلِكَ أَنه سَار من وسيم وَنزل بِالْقصرِ الَّذِي أنشأه ابْن الْبَارِزِيّ بحري منبابة على النّيل وألزم الْأُمَرَاء بِحمْل الزَّيْت والنفط فَجمع من ذَلِك شَيْء كثير وَأخذ من الْبيض وقشر النارنج وَمن المسارج الفخار الَّتِي أحضرها الباعة عدد كثير جدا وَعمل فِيهَا فتايل الْقطن المغموسة بالزيت وأشعلت بالنَّار ثمَّ أرْسلت فِي النّيل بعد غرُوب الشَّمْس بِنَحْوِ سَاعَة وأطلقت النقوط وَقد امْتَلَأَ البران بطوائف النَّاس وَمر لَهُم جَمِيعًا من السخف مَا لم نعهد مثله لملك قطّ. وَفِي خَامِس عشرينه: قدم محمل الْحَاج ببقيتهم. وَفِيه عدى السُّلْطَان النّيل وَصعد قلعة الْجَبَل. وَفِي يَوْم السبت سادس عشرينه: قبض على الْأَمِير سيف الدّين بيبغا المظفري: أحد مقدمي الألوف وأمير سلَاح وَحمل مُقَيّدا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ليعتقل بهَا. وَفِيه وجد السجْن المستجد بجوار بَاب الْفتُوح قد نقب وفر مِنْهُ جمَاعَة من المعتقلين. وَفِي ثامن عشرينه: نُودي بِالْقَاهِرَةِ أَن كل غَرِيب ينْزح إِلَى وَطنه فَإِنَّهُ كَانَ قد كثرت بِالْقَاهِرَةِ أَصْنَاف الطوائف من القلندرية وَغَيرهم من الْعَجم فاضطربت الْأَعَاجِم ثمَّ تركُوا على حَالهم. شهر صفر أَوله الْأَرْبَعَاء: أهل وَالنَّاس بِالْقَاهِرَةِ ومصر فِي ضيق من قلَّة الْفُلُوس فَإِن السُّلْطَان - كَمَا تقدم -
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute