هَذَا الْيَوْم إِلَى جقمق وأعلمه بِخَبَرِهِ وَمَا نقل عَنهُ فعاقبه فَلم يثبت وأحضر وتداً مجوفاً مسدوداً بالحديد من رَأسه وطيه كتاب رق لطيف مَكْتُوب بِالْفَارِسِيَّةِ بِمَاء الذَّهَب مَعْنَاهُ أَنه للأمير جقمق من قرايوسف أَن القَاضِي حِين وصل إِلَيْهِ أوصله رسَالَته وهديته وَأَن هَذَا الْكَلَام لم يرد إِلَيْنَا مِنْك وَحدك وَلَكِن اعتمدنا عَلَيْك وعد من الَّذين فروا جمَاعَة واللقاء بَيْننَا وَبَيْنك حلب وَلَك نياتها فَطلب الْأَمِير جقمق الخراطين وأراهم الوتد الْمَذْكُور معرفَة بَعضهم وَقَالَ: أَنا صنعت هَذَا لشخص شَاب وَلم يُعْطِنِي أجره فأحضر الشَّاب وتنبع الْكتاب من الْعَجم فَوجدَ رجل أعجمي قد مرض وَنزل بالمارستان فَأوقف على الْكتاب فاعترف أَنه خطه فنفي الشَّاب إِلَى قوص وَطلب ابْن الدربندي وعنف على مَا عمل فَقَالَ: الْأَمِير ألطنبغا الصَّغِير ألجأني إِلَى الْكَذِب على الْأَمِير جقمق فَلم يعبأ بِهِ وَلَا بقوله وغرق فِي النّيل. وَمَات العجمي الْمَرِيض بالمارستان من ليلته. وَفِي رابعه: قدم الْخَبَر بِأَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الدربندي مَاتَ وَأَن قرايوسف بعث ابْنه الخان على سِتَّة آلَاف فَارس إِلَى شماخي فَأَتَتْهُ عَسَاكِر بِلَاد الدشت وكسرته وَقتل مِنْهُ أنَاس كثير. فَلَمَّا بلغ ذَلِك شاه ميرزه بن تيمورلنك عزم على أَن يصيف فِي تبريز لأجل قرايوسف وَأَن بير عمر حَاكم أرزن كَانَ انْكَسَرَ من عَسَاكِر الرّوم كسرة عَظِيمَة قتل فِيهَا كثير من أَصْحَابه وَأَن قرا يلك ركب على بِلَاد قرايوسف وَحَارب من بماردين مِنْهُم وكسرهم وَقتل وَأسر مِنْهُم نَحْو السّبْعين وَأخذ لَهُ ثَمَان قلاع ومدينتين ورحل مِائَتَيْنِ وَعشْرين قَرْيَة بأموالها وعيالها ليسكنهم ببلاده وَأَنه على حِصَار ماردين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute