يُرِيد سرحة الْبحيرَة وَنزل بِالْبرِّ الغربي على الطرانة وانتهي إِلَى مريوط فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أَيَّام. ورسم بعمارة بُسْتَان السُّلْطَان بهَا وَقد تهدم واستأجر مريوط من مباشري وقف الْملك المظفر بيبرس الجاشنكير على الْجَامِع الحاكمي وَتقدم بعمارة سواقيه ومعاهد الْملك الظَّاهِر بيبرس البندقداري وَعَاد. وَفِي هَذَا الشَّهْر: عز وجود لحم الضَّأْن بأسواق الْقَاهِرَة وَلم يرْتَفع سعره. وَفِيه أفرج عَن الشريف عجلَان بن نعير الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة وللإفراج عَنهُ خبر فِيهِ مُعْتَبر: وَهُوَ أَن عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ - أحد جلساء السُّلْطَان - رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ فِي مَسْجِد رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَقد انْفَتح قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخرج مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجلسَ وَعَلِيهِ أَكْفَانه وَأَشَارَ بِيَدِهِ المقدسة إِلَى عز الدّين فَقَامَ إِلَيْهِ حَتَّى دنا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ: قل للمؤيد يفرج عَن عجلَان فانتبه وَصعد على عَادَته إِلَى مجْلِس السُّلْطَان وَحلف لَهُ بالأيمان الحرجة أَنه مَا رأى عجلَان قطّ وَلَا بَينه وَبَينه معرفَة وقص عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ فَسكت حَتَّى انفض الْمجْلس وَخرج إِلَى مرمى نشاب استجدها بالقلعة فأحضر الشريف عجلَان وخلى عَنهُ وَقد حَدثنِي عز الدّين بالرؤيا وَأقسم لي بِاللَّه أَنه مَا كَانَ قبل رُؤْيَاهُ يعرف عجلَان وَلَا رَآهُ قطّ وَهُوَ غير مُتَّهم فِيمَا تحدث بِهِ شهر ذِي الْحجَّة أَوله الْخَمِيس: فِيهِ قل وجود الْخبز بالأسواق وازدحم النَّاس فِي طلبه ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ كسد وَارْتَفَعت الأسعار ووافى عيد الْأَضْحَى وَالسُّلْطَان بِنَاحِيَة وردان وَهُوَ عَائِد فصلى بِهِ صَلَاة الْعِيد وخطب نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute