وَفِي سادس عشرينه: انتهي عرض أجناد الْحلقَة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: تتبع صدر الدّين محتسب الْقَاهِرَة أَمَاكِن الْفساد بِنَفسِهِ وَمَعَهُ وَالِي الْقَاهِرَة فأراق آلافاً من جرار الْخمر وَكسرهَا وَمنع النِّسَاء من النِّيَاحَة على الْأَمْوَات وَمنع من التظاهر بالحشيش وكف البغايا عَن الْوُقُوف لطلب الْفَاحِشَة فِي الْأَسْوَاق ومواضع الريب وألزم الْيَهُود وَالنَّصَارَى بتضييق الأكمام الواسعة وتصغير العمائم حَتَّى لَا تتجاوز عِمَامَة أحدهم سَبْعَة أَذْرع وَأَن يدخلُوا الحمامات بجلاجل فِي أَعْنَاقهم وَأَن تلبس نساوهم أزراً مصبوغة مَا بَين إِزَار أصفر لِلْيَهُودِيَّةِ وَإِزَار أَزْرَق للنصرانية فَاشْتَدَّ قلقهم من ذَلِك وتعصب لَهُم قوم فَعمل بعض مَا ذكر دون بَاقِيه. وَبَلغت عدَّة من ورد الدِّيوَان من الْأَمْوَات فِي هَذَا الشَّهْر بِمَدِينَة بلبيس ألف إِنْسَان وبناحية بردين من الشرقية خَمْسمِائَة نفس وبناحية ديروط من الغربية ثَلَاثَة آلَاف إِنْسَان سوى بَقِيَّة الْقرى وَهِي كَثِيرَة جدا. شهر ربيع الآخر أَوله الْخَمِيس: فِي ثَالِثَة: بلغت عدَّة من يرد الدِّيوَان من الْأَمْوَات بِالْقَاهِرَةِ إِلَى مائَة وَسِتَّة وَتِسْعين سوى المارستان ومصر وَبَقِيَّة الْمَوَاضِع الَّتِي لَا تود الدِّيوَان وَمَا تقصر عَن مائَة أُخْرَى. هَذَا مَعَ شناعة الموتان بالأرياف وخلو عدَّة قرى من أَهلهَا. وَفِي خامسه: خدع قَاضِي الْقُضَاة الْهَرَوِيّ الموكلين بِهِ من الأجناد حَتَّى مكنوه أَن يخرج من دَاره فالتجأ إِلَى بَيت الْأَمِير قطلوبغا التنمي فطار الْخَبَر فِي الْوَقْت إِلَى الْأَمِير مقبل الدوادار وَغَيره بِأَن الْهَرَوِيّ قد هرب وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فَبعث الْأَمِير تَاج الدّين الشويكي أستادار الصُّحْبَة إِلَيْهِ فَأَخذه من بَيت التنمي وَحمله إِلَى القلعة فسجنه بهَا فِي أحد أبراجها وَضرب الدوادار الأجناد الموكلين بِهِ ضربا مبرحاً. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثامنه: نُودي فِي النَّاس من قبل الْمُحْتَسب أَن يَصُومُوا ثَلَاثَة أَيَّام أَخّرهَا يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشره لِيخْرجُوا مَعَ السُّلْطَان فيدعوا الله بالصحراء فِي رفع الوباء ثمَّ أُعِيد النداء فِي ثَانِي عشره أَن يَصُومُوا من الْغَد فتناقص عدد الْأَمْوَات
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute