للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْهَا إِلَى كل سجن خَمْسمِائَة رغيف وعدة قدور كبار مَمْلُوءَة بِالطَّعَامِ الْكثير اللَّحْم هَذَا وَشَيخ الْإِسْلَام فِي طَائِفَة عَظِيمَة من النَّاس يقرءُون الْقُرْآن وَيدعونَ الله حَيْثُ وقف السُّلْطَان وَشَيخ الحَدِيث النَّبَوِيّ - شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر - فِي صرفية خانكاة بيبرس وَغَيرهم كَذَلِك وَأهل كل جَامع ومشهد وخانكاه كَذَلِك حَتَّى اشْتَدَّ حر النَّهَار انصرفوا وَركب الْوَزير بعدهمْ قبيل نصف النَّهَار إِلَى منزله فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً لم ندرك مثله إِلَّا أَنه بِخِلَاف مَا كَانَ عَلَيْهِ السّلف الصَّالح فقد خرج الإِمَام أَحْمد - عَن شهر بن حَوْشَب - فِي حَدِيث طاعون عمواس أَن أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: أَيهَا النَّاس إِن هَذَا الوجع رَحْمَة من ربكُم ودعوة نَبِيكُم وَمَوْت الصَّالِحين قبلكُمْ وَأَن أَبَا عُبَيْدَة يسْأَل الله أَن يقسم لنا حظاً مِنْهُ فطعن فَمَاتَ. واستخلف معَاذ بن جبل فَقَامَ خَطِيبًا بعده فَقَالَ: أَيهَا النَّاس إِن هَذَا الوجع رَحْمَة من ربكُم ودعوة نَبِيكُم وَمَوْت الصَّالِحين قبلكُمْ وَأَن معَاذًا يسْأَل الله أَن يقسم لآل معَاذ حَظه مِنْهُ فطعن ابْنه عبد الرَّحْمَن فَمَاتَ. ثمَّ قَامَ فَدَعَا ربه لنَفسِهِ فطعن فِي رَاحَته. وَلَقَد رَأَيْته ينظر إِلَى السَّمَاء ثمَّ يقبل كَفه وَيَقُول: مَا أحب أَن لي بِمَا فِيك شَيْئا من الدُّنْيَا وَمَات. فاستخلف عَمْرو بن الْعَاصِ فَذكر الحَدِيث. فَهَذِهِ أعزّك الله أَفعَال الصَّحَابَة. وَقد عكس أهل زَمَاننَا الْأَمر فصاروا يسْأَلُوا الله رَفعه عَنْهُم. وَمن غَرِيب مَا وَقع فِي هَذَا الطَّاعُون أَن رجلا لَهُ أَرْبَعَة أَوْلَاد أَرَادَ ختانهم وَعمل لَهُم مجتمعاً بَالغ فِي عمل الْأَطْعِمَة وَنَحْوهَا لمن دَعَاهُ يُرِيد بذلك تفريح أَوْلَاده وَأَهله قبل أَن يَأْتِيهم الْمَوْت وَقَدَّمَهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا ليختنوا وهم يسقون الْأَوْلَاد الشَّرَاب الْمُذَاب بِالْمَاءِ على الْعَادة فَمَاتَ الْأَرْبَعَة فِي الْحَال عقيب اختتانهم وَالنَّاس حُضُور. فأتهم أباهم الخاتن أَنه سمهم فجرح نَفسه بِالْمُوسَى الَّذِي ختنهم بِهِ ليبرئ نَفسه فَانْقَلَبَ الْفَرح مأتماً وبينما هم فِي ذَلِك إِذْ ظهر أَن الزير الَّذِي عِنْدهم فِيهِ المَاء الَّذِي أخذُوا مِنْهُ ومزجوا بِهِ الشَّرَاب الْأَطْفَال فِيهِ حَيَّة ميتَة. تنوعت الْأَسْبَاب والداء وَاحِد. وَقدم الْخَبَر بحدوث زَلْزَلَة عَظِيمَة بِبِلَاد الرّوم حدثت يَوْم كسف الشَّمْس. خسف مِنْهَا قدر نصف مَدِينَة أرزنكان هلك فِيهَا عَالم كثير وانهدم من مباني الْقُسْطَنْطِينِيَّة شَيْء كثير وَكَانَ ابْن عُثْمَان قد بني فِي برصا قيسارية وعدة حوانيت خسف بهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>