للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبِمَا حولهَا فَهَلَك خلق كثير لم يسلم مِنْهُم أحد. وَأَن الوباء عَم أهل إقريطش والبندقية من بِلَاد الفرنج حَتَّى خلتا وَأَن الفرنج قد اجْتَمعُوا لِحَرْب ابْن عُثْمَان متملك برصا. وَفِي ثَانِي عشرينه: أنزل بالهروي مَعَ معتقله بالبرج مَعَ الْأَمِير التَّاج إِلَى الْمدرسَة الصالحية بَين القصرين وَقد اجْتمع قُضَاة الْقُضَاة الثَّلَاث عِنْد شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين البُلْقِينِيّ بقاعته مِنْهَا فَأوقف الْهَرَوِيّ تَحت حافة الإيوان وادعي الْأَمِير التَّاج عَلَيْهِ عِنْد الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر - بِحَضْرَة الْقُضَاة - بِمَا ثَبت عَلَيْهِ عِنْده فِي مجْلِس السُّلْطَان فَأجَاب بِأَن مَا ثَبت عَلَيْهِ قد أدّى بعضه وَأَنه يحمل بَاقِيه قَلِيلا قَلِيلا فَطلب التَّاج حكم الله فِيهِ فَأمر بسجنه حَتَّى يودي مَا عَلَيْهِ فَأخْرج بِهِ إِلَى قبَّة الصَّالح فسجن بهَا ووكل بِهِ جمَاعَة يَحْفَظُونَهُ. فَأَقَامَ إِلَى ثامن عشرينه وَنقل من الْقبَّة إِلَى قلعه الْجَبَل من كَثْرَة شكواه بِأَنَّهُ يمر بِهِ من سبّ النَّاس ولعنهم لَهُ مَا لَا يحْتَمل مثله وَأَنه لَا يَأْمَن أَن يفتك النَّاس بِهِ لكراهتهم فِيهِ فعندما صَار بِجَامِع القلعة نقل للتاج أَن الْهَرَوِيّ مَا أَرَادَ بتحوله من الْقبَّة إِلَى القلعة إِلَّا الْقرب من خَواص السُّلْطَان ليتَمَكَّن مِنْهُم حَتَّى يشفعوا لَهُ عِنْد السُّلْطَان فِي خلاصه فبادر وَنَقله من جَامع القلعة إِلَى مَوضِع يشرف على المطبخ السلطاني. وَقدم الْخَبَر برحيل ابْن السُّلْطَان من حلب وَدخل إِلَى مَدِينَة قيسارية الرّوم فِي يَوْم الْخَمِيس تاسعه فَحَضَرَ إِلَيْهِ أكابرها من الْقُضَاة والمشايخ والصوفية وتلقوه فألبسهم الْخلْع وطلع قلعتها فِي يَوْم الْجُمُعَة وخطب فِي جوامعها للسُّلْطَان وَضربت السِّكَّة باسمه. وَأَن شيخ جلبي نَائِب قيسارية تسحب قبل وُصُوله إِلَيْهَا وَأَنه خلع على الْأَمِير مُحَمَّد بك قرمان وَأقرهُ فِي نِيَابَة السلطنة بقيسارية الرّوم فدقت البشائر بقلعة الْجَبَل وَفَرح السُّلْطَان بِأخذ قيسارية فَإِن هَذَا شَيْء لم يتَّفق لملك من مُلُوك التّرْك بِمصْر سوى للظَّاهِر بيبرس ثمَّ انْتقصَ الصُّلْح بَينه وَبَين أَهلهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>