للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المملكة ويستبد بالسلطنة. فَقَالَ الْجَمِيع قد رَضِينَا بك. وَكَانَ الْخَلِيفَة حَاضرا فيهم فَأشْهد عَلَيْهِ أَنه فوض جَمِيع أُمُور الرّعية إِلَى الْأَمِير الْكَبِير ططر وَجعل إِلَيْهِ ولَايَة من يرى ولَايَته وعزل من يُرِيد عَزله من سَائِر النَّاس وَأَن يُعْطي من شَاءَ مَا شَاءَ وَيمْنَع من يخْتَار من الْعَطاء مَا عدا اللقب السلطاني وَالدُّعَاء لَهُ على المنابر وَضرب اسْمه على الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم فَإِن هَذِه الثَّلَاثَة أَشْيَاء بَاقِيَة على مَا هِيَ عَلَيْهِ للْملك المظفر. وَأثبت قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين عبد الرَّحْمَن التفهني هَذَا الْإِشْهَاد وَحكم بِصِحَّتِهِ. وَنفذ حكمه قُضَاة الْقُضَاة الثَّلَاثَة. ثمَّ حلف الْأُمَرَاء للأمير الْكَبِير يمينهم الْمَعْهُودَة. وَكَانَ سَبَب هَذَا أَن بعض فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة تقرب إِلَى الْأَمِير الْكَبِير بِنَقْل أخرجه إِلَيْهِ من فروع مذْهبه أَن السُّلْطَان إِذا كَانَ صَغِيرا وَأجْمع أهل الشَّوْكَة على إِقَامَة رجل ليتحدث عَنهُ حَتَّى يبلغ رشده نفذت أَحْكَامه وَأقَام أَيَّامًا يحسن لَهُ ذَلِك فاتفق وُرُود الْخَيْر باستيلاء جقمق على قلعة دمشق. ثمَّ ردفه خبر آخر بِأَنَّهُ جهز عدَّة أُمَرَاء إِلَى غَزَّة فَعمل مَا تقدم ذكره ليَكُون فِيهِ تَقْوِيَة لقلوب الْعَسْكَر وَأَنَّهُمْ على حق وَمن يخالفهم على بَاطِل. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشره: خلع عَليّ عبد الْقَادِر ابْن الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ ابْن أبي الْفرج وَاسْتقر فِي كشف الشرقية وَولَايَة قطيا وَله من الْعُمر خَمْسَة عشر سنة أَو أَكثر مِنْهَا فتحكم فِي وَفِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس عشره: خسف جَمِيع جرم الْقَمَر. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء هَذَا: قدم سيف نَائِب حلب الْأَمِير يشبك اليوسفي المؤيدي وَقد قتل. وَكَانَ من خَبره أَنه لما ورد خبر موت الْمُؤَيد عَليّ الْأَمِير ألطنبغا القرمشي وَهُوَ بحلب جمع الْأُمَرَاء وَفِيهِمْ الْأَمِير يشبك نَائِب حلب وحلفهم للسُّلْطَان الْملك المظفر وَأخذ فِي رحيله بِمن مَعَه فَلم يتكامل رحليهم حَتَّى ركب يشبك فِي جمع من التركمان وهجم عَلَيْهِم وهم فِي جدران الْمَدِينَة فقاتلوه وَقد مَالَتْ مَعَهم الْعَامَّة فتقنطر عَن فرسه فَأخذ وَقتل وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشْرين الْمحرم. وَكَانَ من شرار خلق الله لما هُوَ عَلَيْهِ من الْفُجُور والجرأة على الفسوق والتهور فِي سفك الدِّمَاء وَأخذ الْأَمْوَال. وَكَانَ الْمُؤَيد قد استوحش مِنْهُ لما يبلغهُ من أَخذه فِي أَسبَاب الْخُرُوج عَلَيْهِ وَأسر للأمير ألطنبغا القرمشي إِعْمَال الْحِيلَة فِي الْقَبْض عَلَيْهِ فَأَتَاهُ الله من حَيْثُ لم يحْتَسب وَأَخذه أخذا وبيلاً وَللَّه الْحَمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>