وَفِي سادس عشرينه: رسم بالإفراج عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي الْفضل الْعَبَّاس بن مُحَمَّد من سجنه بالبرج فِي الإسكندريه وَأَن يسكن بقاعة فِي الْمَدِينَة وَيخرج لصَلَاة الْجُمُعَة بالجامع ويركب حَيْثُ شَاءَ. وجهز إِلَيْهِ بفرس عَلَيْهِ سرج ذهب وكنفوش زركش وبقجة قماش تلِيق بمقامه ورتب لَهُ على الثغر فِي كل يَوْم مائَة دِرْهَم من نقد الْقَاهِرَة وَفِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشرينه: درس علم الدّين صَالح ابْن شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ بالزاوية الْمَعْرُوفَة بالخشابية الَّتِي بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ بِمَدِينَة مصر عوضا عَن أَخِيه قَاضِي الْقُضَاة الْقُضَاة جلال الدّين عبد الرَّحْمَن بن البُلْقِينِيّ. أهل وَالسُّلْطَان مَرضه متزايد والإرجاف بِهِ كبيره وَفِي يَوْم الْجُمُعَة - ثَانِيه -: استدعى الْخَلِيفَة والقضاة إِلَى القلعة وَقد اجْتمع الْأُمَرَاء والمباشرون والمماليك وعهد السُّلْطَان لِابْنِهِ الْأَمِير مُحَمَّد وَأَن يكون الْقَائِم بدولته الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي والأمير برسباي الدقماقي لالا فَحلف الْأُمَرَاء على ذَلِك كَمَا حلفوا لِابْنِ الْملك الْمُؤَيد. وَفِيه أذن لقَاضِي الْقُضَاة ولي الدّين بن الْعِرَاقِيّ أَن يحكم وأعيد إِلَى الْقَضَاء. وَكَانَ من حِين عزل نَفسه قد انكف هُوَ ونوابه عَن الحكم فصلى بِالنَّاسِ الْجُمُعَة بعد مَا خطب فِي جَامع القلعة وَنزل من غير أَن يخلع عَلَيْهِ شغلا. فَمَرض السُّلْطَان. وَفِيه أَخذ النَّاس فِي توزيع أمتعتهم من الدّور والحوانيت خوفًا من الْفِتْنَة فَلَمَّا كَانَت ضحوة نَهَار الْأَحَد رابعه توفّي السُّلْطَان فاضطرب النَّاس سَاعَة ثمَّ غسل وَأخرج من بَاب السلسة وَلَيْسَ مَعَه إِلَّا نَحْو الْعشْرين وجلا حَتَّى دفن بجوار اللَّيْث بن سعد من القرافة. فَكَانَت مُدَّة تحكمه مُنْذُ مَاتَ الْمُؤَيد أحد عشر شهرا تنقص خَمْسَة أَيَّام مِنْهَا مُدَّة سلطنته أَرْبَعَة وَتِسْعين يَوْمًا. وَكَانَ جركسي الْجِنْس رباه بعض التُّجَّار وَعلمه شَيْئا من الْقُرْآن وَفقه الْحَنَفِيَّة. وَقدم بِهِ الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَهُوَ صبي فَدلَّ عَلَيْهِ الْأَمِير قانبيه العلاي لِقَرَابَتِهِ بِهِ فَسَأَلَ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر فِيهِ حَتَّى أَخذه من تاجره. وَمَات السُّلْطَان قبل أَن يصرف ثمنه. فوزن الْأَمِير الْكَبِير أيتمش ثمنه اثْنَي عشر ألف دِرْهَم. ونزله فِي جملَة مماليك الطباق فَنَشَأَ بَينهم وَكَانَ الْملك النَّاصِر فرج
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute