للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنه فِي طَاعَة الْأَمِير جَانِبك وَهُوَ فِي الْبَاطِن بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ أَخذ فِي تَدْبِير أمره وإحكام الْأَمر للأمير برسباي. واستمال كثير من المماليك وَأصْبح فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامنه الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي متوعكاً وَقد أشيع أَنه قصد بذلك مكيدة فتمادى الْحَال إِلَى يَوْم الْخَمِيس تاسعه. وَأصْبح يَوْم الْجُمُعَة عاشره وَهُوَ يَوْم النَّحْر وَقد أخرج الْأَمِير برسباي بالسلطان من قصره إِلَى الْجَامِع بالقلعة وَمَعَهُ الْأَمِير قصروه فصلى بهم قَاضِي الْقُضَاة ولي الدّين الْعِرَاقِيّ صَلَاة الْعِيد وخطب على الْعَادة. ثمَّ مضى الأميران بالسلطان إِلَى بَاب الستارة فذبح السُّلْطَان هُنَاكَ طَائِفَة من غنم الْأُضْحِية وَذبح الْأَمِير برسباي مَا هُنَالك من الْبَقر وَبَقِيَّة الْغنم. وبينما هم فِي ذَلِك إِذْ رمى المماليك بالنشاب من أعلا القلعة على الْأَمِير جَانِبك وَهُوَ بالحراقة من بَاب السلسلة فاضطرب النَّاس وللحال أغلق بَاب القلعة ودقت الكوسات حَرْبِيّا فَخرج الْأَمِير طرباي من دَاره فِي عَسْكَر كَبِير وَقد لبسوا جَمِيعهم لَامة الْحَرْب. وطلع وَمَعَهُ الْأَمِير قجق إِلَى الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي بالحراقة وَأخذ يلومه على تَأَخره عَن الطُّلُوع لصَلَاة الْعِيد ومازال يخدعه حَتَّى انخدع لَهُ وَركب مَعَه ليشتروا فِي بَيت الْأَمِير بيبغا المظفري على مَا يعْمل. وَكَانَ بيبغا قد تَأَخّر عَن الرّكُوب وَأقَام فِي دَاره. ومضوا وَقد ركب مَعَ جَانِبك الْأَمِير يشبك أَمِير أخور. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن صَارُوا فِي دَاخل بَيت بيبغا المظفري إِذا بِبَاب الدَّار قد أغلق وأحيط بجانبك الصُّوفِي ويشبك أَمِير أخور وقيدا وأخذا أسيرين إِلَى القلعة وَنُودِيَ بِالنَّفَقَةِ فِي المماليك مائَة دِينَار لكل وَاحِد فَكَأَنَّهَا جَمْرَة طفيت. وللحال سكنت الْفِتْنَة كَأَن لم تكن فَلم تنتطح فِيهَا عنزان. وَنُودِيَ فِي الْقَاهِرَة بالأمان فقد قبض على أَعدَاء السُّلْطَان ففتحت أَبْوَاب الْقَاهِرَة بعد مَا أغلقت. وَاطْمَأَنَّ النَّاس بعد مَا كَانَ فِي ظنهم أَن الْفِتْنَة تطول. وكل ذَلِك فِي ضحى النَّهَار فسبحان من بِيَدِهِ الْأَمر كُله. وَفِي يَوْم السبت حادي عشره: استدعى الْأَمِير أرغون شاه أستادار الْأَمِير نوروز الحافظي. وَكَانَ قد قدم من دمشق فِي خدمَة الظَّاهِر ططر فَصَعدَ القلعة وخلع عَلَيْهِ الْأَمِير برسباي وَاسْتقر استادارا عوضا عَن الْأَمِير صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن نصر الله. وَفِيه حمل الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي والأمير يشبك مقيدين من القلعة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجنا بهَا. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشره: أُعِيد الصاحب تَاج الدّين بن الهيصم إِلَى نظر الدِّيوَان الْمُفْرد. وَكَانَ قد عزل عَنهُ بِدِمَشْق فِي شهر رَمَضَان. وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة بطالاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>