وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشره: خلع على الْأَمِير آق قجا وَاسْتقر فِي كشف الْوَجْه القبلي وَكَانَ قد وليه فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة ططر. وَسَاءَتْ سيرته حَتَّى أشيع أَنه افتض مائَة بكر غصبا إِلَى غير ذَلِك. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشره: اجْتمع الْأُمَرَاء بِالْخدمَةِ فِي الْقصر. وَقد أخرج السُّلْطَان من عِنْد أمه وأجلس ثمَّ خلع على الْأَمِير برسباي الدقماقي الدوادار وَاسْتقر نظام الْملك كَمَا كَانَ الظَّاهِر ططر قبل أَن يتسلطن. وَكَانَ الْأَمِير برسباي مُنْذُ اشْتَدَّ مرض الظَّاهِر مُقيما بالقلعة لم ينزل مِنْهَا طول هَذِه الْمدَّة. وَفِيه فوض الْخَلِيفَة إِلَى الْأَمِير الْكَبِير نظام الْملك برسباي أُمُور المملكة بأسرها ليقوم بهَا إِلَى أَن يبلغ السُّلْطَان رشده. وَحكم بِصِحَّة ذَلِك قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ. وَفِيه خلع على الْأَمِير سودن من عبد الرَّحْمَن وَاسْتقر دوادارا كَبِيرا عوضا عَن الْأَمِير الْكَبِير نظام الْملك برسباي. وخلع على الْأَمِير طرباي حَاجِب الْحجاب. وَاسْتقر أَمِيرا كَبِيرا عَن جَانِبك الصُّوفِي. وتقرر الْحَال على أَن يكون تَدْبِير الدولة وَسَائِر أُمُور المملكة بيد الْأَمِير برسباي والأمير طرباي شركَة. وَأَن يسكن طرباي بداره تَحت القلعة تجاه بَاب السلسلة ويحضر الْخدمَة عِنْد الْأَمِير برسباي بالأشرفية. وخلع على الْأَمِير جقمق نَائِب القلعة وَاسْتقر حَاجِب الْحجاب عوضا عَن الْأَمِير طرباي. وخلع على الْأَمِير قصروه رَأس نوبَة وَاسْتقر أَمِير أخور عوضا عَن يشبك. وخلع على الْأَمِير أزبك وَاسْتمرّ رَأس نوبَة كَبِيرا عوضا عَن قصروه. وَخرج جَمِيع الْأُمَرَاء وَسَائِر أهل الدولة من الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة بِالْقصرِ مشَاة فِي خدمَة الْأَمِير نظام الْملك برسباي حَتَّى دخل الأشرفية الَّتِي هِيَ سكنه وعملت بهَا الْخدمَة بَين يَدَيْهِ. وَصرف أُمُور وَفِي السبت ثامن عشره: ورد الْخَبَر بِأَن الْأَمِير تغري بردي من قصروه نَائِب حلب استدعى جمائع التركمان إِلَى حلب وَقبض على الْأُمَرَاء الحلبيين وَخرج عَن الطَّاعَة. وَسبب ذَلِك أَن الظَّاهِر ططر كَانَ قد كتب بِولَايَة الْأَمِير تنبك البجاسي نَائِب طرابلس فِي نِيَابَة حلب وعزل تغري بردي. فَلَمَّا بلغه ذَلِك كَانَ مِنْهُ مَا ذكر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute