للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ثَالِث عشرينه: خلع على صدر الدّين أَحْمد بن مَحْمُود العجمي وأعيد إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن جمال الدّين يُوسُف الْبِسَاطِيّ. وَفِيه نُودي بِمَنْع النِّسَاء من الْخُرُوج إِلَى الترب وتشدد الْأَمِير جقمق الْحَاجِب فِي ذَلِك. وَكَانَ قد كثر فِي هَذَا الشَّهْر مرض النَّاس. وَمَات عدَّة مِنْهُم فَصَارَت النِّسَاء يترددن إِلَى الترب فِي أَيَّام الْجمع ويقمن بهَا المآتم والعزاء. وَقدم الْخَبَر بِعظم الفناء بِبِلَاد الفرنج - سِيمَا رودس - وبشدة الغلاء بِبَلَد العلايا وَنَحْوهَا من بر التركية. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرينه: ابْتَدَأَ الْأَمِير نظام الْملك برسباي فِي نَفَقَة المماليك وَهُوَ والأمراء على تخوف مِنْهُم أَن يمتنعوا من أَخذهَا. وَذَلِكَ أَنهم وعدوا فِي نوبَة جَانِبك الصُّوفِي. بِمِائَة دِينَار لكل وَاحِد فَلم يصرف لكل وَاحِد مِنْهُم سوى خمسين دِينَارا من أجل قلَّة المَال فَإِن الظَّاهِر ططر أتلف المَال الَّذِي كَانَ خَلفه الْمُؤَيد شيخ حَتَّى لم يبْق مِنْهُ غير سِتِّينَ ألف دِينَار. وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ زَاد فِي نَفَقَة المماليك المقررة بالديوان الْمُفْرد كل شهر مَا ينيف على عشرَة آلَاف دِينَار. فَأحْسن الْأَمِير صَلَاح الدّين مُحَمَّد الأستادار بِالْعَجزِ واستعفى على أَنه قَامَ هُوَ وَأَبوهُ الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله نَاظر الْخَاص بِعشْرَة آلَاف دِينَار عَن ثمن الْأُضْحِية وبعشرين ألف دِينَار فِي نَفَقَة المماليك. وتسلم مِنْهُمَا الْأَمِير أرغون شاه عشْرين ألف أردب شَعِيرًا. وعندما اسْتَقر أرغون شاه أستادارا وهب النَّاس وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم وخشن جَانِبه حَتَّى غلقت أسواق الْقَاهِرَة ومصر عدَّة أَيَّام خوفًا من بطشه. وَكتب يطْلب متدركي النواحي ليصادرهم. وَقرر على مباشري الدولة بأسرهم أَمْوَالًا يحملونها إِلَيْهِ فقرر على الْوَزير الصاحب تَاج الدّين بن كلاب المناخ سِتَّة آلَاف دِينَار وعَلى الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله نَاظر الْخَاص عشرَة آلَاف دِينَار وعَلى من دونهمَا بِحَسب مَا سَوَّلت لَهُ نَفسه حَتَّى اجْتمع من ذَلِك نَفَقَة المماليك فأنفق فِي ثَلَاثَة آلَاف ومائتي مَمْلُوك مبلغ مائَة وَسِتِّينَ ألف دِينَار فَأخذُوا النَّفَقَة وانفضوا بِغَيْر شَرّ وَللَّه الْحَمد. وَفِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشرينه: قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا بسلامتهم وَأَنَّهُمْ وقفُوا بِعَرَفَة يَوْم الْجُمُعَة وَأَنه لم يرد حَاج من الْعرَاق وَلَا من الْيمن. وَفِي هَذِه السّنة: كَانَت حروب مثيرة بَين طوائف الفرنج اقتتل فِيهَا طَائِفَة الكتيلان مَعَ الفنش فهزموه وَقتل بَينهم عشرَة آلَاف فَأَقل مَا قيل أَن عدَّة قتلاهم ثَمَانُون ألفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>