وفيهَا كَانَت حَرْب بِمَدِينَة فاس من بِلَاد الْمغرب بَين أبي زيان مُحَمَّد بن أبي طَرِيق بن أبي عنان - وَقد قَامَ بأَمْره الشَّيْخ يَعْقُوب الحلفاوي الثائر على الْوَزير الْحَاجِب عبد الْعَزِيز اللباني لقَتله السُّلْطَان أبي سعيد عُثْمَان بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد وَثَلَاثَة عشر أَمِيرا من إخْوَته وَأَوْلَاده وَبني أخوته - وَبَين اللباني وَكَانَ قد استنصر بالشاوية وَبعث إِلَيْهِم بِمَال كَبِير فَأتوهُ فَلم يطق الحلفاوي مقاومتهم فَأدْخلهُ مَدِينَة فاس بجموعه وألويته منشورة على رَأسه وأنزله دَار الْحرَّة آمِنَة بنت السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس أَحْمد فَرَحل الشاوية عَن الْمَدِينَة. وَقبض على اللباني. وَأسلم إِلَى الحلفاوي. فَدخل السُّلْطَان أَبُو زيان فاس الْجَدِيد فِي ربيع الآخر وَبعث بالسلطان أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي سعيد إِلَى الأندلس. فَمَا كَانَ سوى شهر حَتَّى ثار بَنو مرين على أبي زيان وحصروه وطلبوا الْوَزير أَبَا الْبَقَاء صَالح بن صَالح أَن يحمل أَبَا عبد الله مُحَمَّد المتَوَكل ابْن السُّلْطَان أبي سعيد فَقدم الْوَزير بِهِ واستمرت الْحَرْب أَرْبَعَة أشهر إِلَى أَن فر أَبُو زيان ووزيره فارح. وَأخذ بَنو مرين الْبَلَد الْجَدِيد وطلبوا من ابْن الْأَحْمَر أَن يبْعَث بالسلطان الْكَبِير أبي عبد الله مُحَمَّد الْمُسْتَنْصر بن أبي سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن فَبَعثه إِلَيْهِم فملكوه وأطاعوه. وفيهَا - كَمَا تقدم - كَانَ تغير دوَل مصر فبلغت عدَّة من قتل وسجن من أُمَرَاء مصر وَالشَّام زِيَادَة على أَرْبَعِينَ أَمِيرا. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد شيخ الْحَمَوِيّ - أحد مماليك الْملك الظَّاهِر برقوق فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن الْمحرم وَقد أناف على الْخَمِيس سنة. وَمَات عبد الرَّحْمَن بن السمسار فِي ثَالِث صفر وَله شهرة فِي طائفته وَمَال جم. وَمَات الْأَمِير مرج بن سكربيه أحد الْأُمَرَاء العشرات فِي رَابِع صفر. وَكَانَ من خَواص الْمُؤَيد الْجمال صورته. وَمَات بهاء الدّين مُحَمَّد بن بدر الدّين حسن بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْبُرْجِي عَن ثَلَاث وَسبعين سنة فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر صفر. وَقد ولي حسبَة الْقَاهِرَة غير مرّة. وَولى وكَالَة بَيت المَال وَنظر كسْوَة الْكَعْبَة وباشر نظر عمَارَة الْجَامِع المؤيدي. وَكَانَ أَبوهُ يَلِي قَضَاء الْمحلة.